النسخة الكاملة

فيصل الفايز… الثبات الذي تُقاس به رجولة السياسة

الخميس-2025-12-11 10:04 am
جفرا نيوز -
محمد علي الزعبي 

لا أكتب دفاعًا، ولا أبحث عن مساحة في مشهد مزدحم؛ إنما أكتب لأن الإنصاف قيمة، ولأن الحقيقة لا تُحجب بضجيج المنتقدين، من يظن أن فيصل الفايز "ليس رجل سياسة” لم يعش قرب الرجل، ولم يختبر صلابته الهادئة، ولا يعرف ما يكفي عن دهاليز الدولة التي عرفها الفايز بندرتها وتعقيدها وتشابك مصالحها.

الفايز ليس سياسيًّا يصنع حضوره بالاستعراض، بل رجل دولة تُقاس خبرته بالملفات التي عبرت بين يديه، وبالأزمات التي مرّت من خلاله دون أن يشعر بها الشارع، هو الهادئ حين يتوتر الجميع، والثابت حين يضطرب الإيقاع، والعارف بطبيعة المجتمع الأردني وخرائط القوى داخله دون ادعاء أو ضوضاء، ثقله لا يأتي من كاميرا، بل من رصيد طويل في الديوان الملكي، وفي رئاسة الحكومة، وفي رئاسة مجلس الاعيان بيت الخبرة، رصيد صنعه الفعل لا القول، والحكمة لا الانفعال.

الذين يتعجلون في الحكم على الرجال ينظرون إلى الواجهة؛ أما من تعامل مع الفايز، واقترب من طريقته في إدارة اللحظة، يعرف أن الرجل صلب من الداخل، وأن صمته لا يعني تراجعًا، بل يعني أنه يعرف متى يتكلم… وحين يتكلم يُحسَب كلامه.

وفي زمن تكثر فيه الأصوات وتقلّ فيه التجارب، يبقى فيصل الفايز أحد القامات التي تقف الدولة عندها مطمئنة، لأنه يملك ما لا يملكه كثيرون، اتزان القرار، وحكمة اللحظة، ونقاء الانتماء.

والخلاصة التي لا تحتمل مجاملة ولا مواربة: هناك رجالٌ يُصنعون للسياسة، ورجالٌ تُصنع السياسة بأيديهم… وفيصل الفايز من الفئة الثانية دون أدنى شك.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير