جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس
1/3
في خطوة إيجابية وجرئية أعلنت وزيرة الاتصالات في أستراليا قبل أسبوع أن الحكومة الأسترالية قررت حظر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن السادسة عشرة. حيث استند القرار إلى مبرر واضح: أن الخوارزميات في هذه المنصات تدفع الأطفال مبكرًا نحو محتويات قد تؤثر في تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكهم في عمر لا تزال فيه شخصياتهم في طور التشكّل. مضيفة أن تنفيذ القرار سيبدأ اعتبارًا من العاشر من هذا الشهر. مؤكدة أن هذا التوجه لن يقتصر على أستراليا وحدها ، إذ إن هنالك دولًا أوروبية عديدة تستعد للتوجه ذاته حماية لأطفالها. في خبر آخر، أرسلت الحكومة الأسترالية رسائل مباشرة إلى كل من يملك حسابًا إلكترونيًا يعود إلى مستخدم دون سن السادسة عشرة تُعلمهم فيها بإيقاف حساباتهم. في ذات الاتجاه سارعت عدة منصات إلكترونية إلى تطبيق الحظر على كل مستخدم دون السادسة عشرة من عمره خوفًا من العقوبات المالية التي ستفرض على المخالفين من المنصات الإلكترونية.
⅔
لا أخفي أن القرار الأسترالي أعجبني كثيرًا، خصوصًا أنه يرفع سن الحماية الرقمية للأطفال من( 13 إلى 16 عامًا). فمنذ سنوات عديدة سابقة كان يُسمح لأي شخص تجاوز 13 عامًا بإنشاء حساب له على منصات التواصل الاجتماعي . اعتمادا على ذلك كله . فإن السؤال اليوم و الذي يطرح نفسه مباشرة: لماذا لا نطبق في الأردن خطوة مشابهة؟. خاصة أنه لدينا في الأردن نسبة ليست قليلة من الأطفال الذين تقع أعمارهم ضمن الفئة العمرية( 13–16 عاما ) ممن يملكون حسابات نشطة لهم على منصات التواصل الاجتماعي. بالتأكيد أن هناك عدة عوامل كانت تُسهّل وصول هؤلاء الأطفال إلى هذه المنصات. أبرزها سهولة فتح الحسابات الإلكترونية في ظل توفر خدمات الاتصالات الحديثة، إضافة إلى رغبة الأطفال في تقليد أقرانهم، بل والتنافس فيما بينهم على امتلاك حساب إلكتروني. كما أن الكثير من الأهالي لا يدركون حجم المخاطر الرقمية المترتبة على ذلك ، حيث أنهم يقومون بشراء الهواتف الذكية لأطفالهم — أحيانًا بالاستدانة — حتى لا يشعر الطفل بالنقص أمام زميل آخر له يملك حسابًا أو هاتفًا أحدث.
3/3
ختامًا، أرى أن محاكاة التجربة الأسترالية خطوة ضرورية على طريق تعزيز الحماية الرقمية لأطفالنا، عبر رفع سن السماح بامتلاك حسابات تواصل اجتماعي من 13 إلى 16 عامًا. فهي بكل تأكيد حماية فكرية واجتماعية وعاطفية استباقية لهم قبل كل شيء. فهل سنفعلها؟