جفرا نيوز -
بشار جرار
بصرف النظر عن أطرفها وموضوعها، في كل قرعة فرصة، ما كانت لتتاح ما لم تحظ مسبقا بقبول المقترعين بنتائجها.
عرفت البشرية أشكالا مختلفة من الاقتراع بعضها لم يكن محصورا في ميادين التنافس الرياضي، بل على ما هو أهم بكثير، بما فيها أرزاق المقترعين وفي بعض الثقافات حيواتهم.
من الطبيعي في عالم «الساحرة المستديرة» أن يهتم الأردنيون ومشجعو النشامى، فريق منتخبنا الوطني الأردني وجميعهم أردنيون، بتشكيلة المجموعة ومعرفة منافسينا لا خصومنا في الملاعب التي من يمن الطالع أن تكون أمريكية لمن يعشق «الضيف والمضيف».
توقّف غالبية المعلقين من أردنيين وغير أردنيين عربا وعجما توقفوا على «واقعة» اللقاء الكروي مع الأرجنتين وصوروا الأمر «منازلة» بين النعيمات والتعمري وميسي وسائر خطوط الدفاع والهجوم والوسط الأرجنتينية.
وسرعان ما صور البعض في تنافسه القاري أو العربي ما قبل التأهيل إلى مونديال 2026 المقام هنا في الولايات المتحدة وجارتيها الشمالية كندا، والجنوبية المكسيك. صار الحديث في المجموعة العاشرة عن الأردن والجزائر فيما توزعت وهذا طبيعي ومنطقي التشجيعات وفق ولاءات وانتماءات غالبها وطني وبعضها رياضي والكثير منها سياسي محكوم بقناعات أو انطباعات مسبقة لا تخلو من الجمود أو الانحياز بوجهيه الإيجابي المحمود والسلبي المقيت.
متى يتوقف كل ذلك، وقد طالت السهام تفاصيل تتعلق في حفل سحب القرعة في مركز كنيدي أحد المعالم الأيقونة للعاصمة واشنطن، حتى اهتمام سفراء الدول المضيفة للمونديال بالحدث صار محل أخذ ورد؟!
متى يكف البعض عن إقحام الدين والسياسة والأيدولوجيا في كل شيء؟ هذه القرعة ليست مجرد حظ. ما كان الدخول فيها ليتحقق لو لم يبدع المنتخب في ارتقاء سلم المجد الرياضي وطنيا وقاريا. هي فرصة في المونديال قد تسجل علامة فارقة أردنيا وعربيا وقاريا.
الفرصة الواجب اغتنامها وحسن الإعداد لها لا تقتصر على اللاعبين فقط، ولا على المنتخب ولا على الاتحاد، تلك مهمة وطنية لا تقتصر على الأردنيين في الوطن وإنما المهجر أيضا وبخاصة أولئك المقيمون في الدول الثلاث المضيفة والمقتدرين ماليا في الخليج العربي وأوروبا. متى نرى أثرياء الأردن من المقتدرين ماليا رعاة لقدم ذهبية ورأس من ذهب ومنتخب ألماسي بعون الله؟
الشكر موصول لمنتجي النشرات الرياضية والاقتصادية والفقرات الخاصة بالتواصل الاجتماعي لتوعية الجمهور بالفرص التي توفرها «الساحرة المستديرة» والرياضة عموما وجميع وسائل التأثير من فنون وغيرها فيما يخص عملية الاستثمار والإنتاجية العابرة للقطاعات والحدود والقارات. هذه موهبة حرفة، هواية وولع تقام على أساسه صناعات بالمليارات، فضلا عن الجانب الثقافي الحضاري كذلك الذي اشتهر فيه جمهور اليابان الأديب النظيف الذي يحرص على تنظيف الملعب قبل مغادرته المقاعد والمدرجات.
وددت لو تأمل كل صاحب تعليق في التعبير عن محبته واعتزازه بوصول منتخبنا الأردني إلى مونديال أمريكا 2026 بالفرصة أكثر من القرعة!