النسخة الكاملة

الأردن… دولةٌ تسبق الخطر، وجهازٌ لا يُخطئ هدفه

الخميس-2025-11-27 10:56 am
جفرا نيوز -

رامي رحاب العزّة يكتب

ما جرى في الرمثا لم يكن مجرّد عملية أمنية، بل كان نموذجًا واضحًا لكيف يمكن للدولة أن تنتصر من دون ضجيج، وكيف يمكن للمؤسّسة الأمنية الأردنية أن تُعيد رسم حدود الهيبة بثبات، وباحتراف يليق بدولة عريقة تعرف كيف تُدار المعارك قبل أن تبدأ.

لقد أثبتت أجهزتنا الأمنية مرة أخرى أنّ قوّتها ليست في السلاح فقط، بل في العقل، والاستخبار، والقراءة المسبقة للخطر.
عملية الرمثا كانت محكمة من لحظتها الأولى:
رصدٌ دقيق، متابعة صامتة، تقدير موقف محسوب، ثم تنفيذ نظيف وسريع أعاد الطمأنينة للناس، وأعاد التأكيد أن الأردن ليس ساحة عبث، ولا أرضًا يمكن للاستهتار أن يعيش عليها.

المؤسسة الأمنية لم تتحرك بدافع ردّ الفعل، بل بدافع منع الخطر قبل وقوعه.
وهذا هو صميم الدولة الحديثة التي تحمي مواطنيها دون أن تترك المجال لثغرة واحدة يمكن أن تُستغل.

نحن أمام جهاز أمني يمتلك قدرة عالية على قراءة تفاصيل الميدان، وتحديد لحظة الحسم، واتخاذ القرار الصائب في اللحظة التي تحتاج حسمًا.
وهذه ليست مصادفة… بل نتاج عقود من بناء منظومة أمنية تعتبر من الأقوى والأذكى في المنطقة.

الأردن قوي…
قوي بقيادته التي ترسّخ يومًا بعد يوم أن أمن المواطن فوق كل اعتبار.
قوي بأجهزته التي تعمل بصمت، بعيدًا عن الاستعراض، وبقريب شديد من قلب الدولة.
وقوي بشعبه الذي يدرك أن هذه المؤسسة لم تُخلق للظهور الإعلامي، بل خُلقت للحماية، ولصون الاستقرار، وللحفاظ على هيبة القانون.

عملية الرمثا لم تُظهر فقط تفوق المؤسسة الأمنية، بل أظهرت وحدة الدولة: قيادة تعرف، وأجهزة تنفّذ، وشعب يثق.
وهذه الثلاثية هي التي تُبقي الأردن ثابتًا مهما تغيّرت الظروف من حوله.

نحن لا نشكر رجال الأمن فقط…
نحن نقدّرهم، ونقف معهم، ونرفع رؤوسنا بهم.
لأنهم أثبتوا أنّ أمن الأردني ليس مجالاً للتفاوض، ولا للاختبار، ولا للمخاطرة.

وما حدث رسالة واضحة للجميع:
أن الأردن — بكل مؤسساته — يقف على أرض صلبة، ويمتلك من القدرة ما يكفي لردع أي محاولة لتهديد أمنه، قبل أن تُهدّد حتى فكرة الاضطراب.

شكرًا للمؤسسة الأمنية الأردنية…
شكرًا لعقلها، لحكمتها، لاحترافيتها…
وشكرًا لكل يد ساهرة جعلت من الرمثا عنوانًا جديدًا لانتصار الدولة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير