جفرا نيوز -
بشار جرار
رحم الله النجم المصري الكوميدي الراحل عبدالمنعم المدبولي صاحب مقولة «كلّ شيغِنْ انْكَشَفِنْ وبان» في رائعته «ريا وسكينة»! والشكر موصول لإيلون ماسك -الغني عن التعريف- الذي أطاح بيت العنكبوت على رؤوس أصحابه الأشرار، من الدبابير والذباب الإلكتروني، ومن شغلهم في مزارع الحسابات والهواتف المزيفة عبر العالم. نهشت في وعي ضعاف القلوب والعقول من دول بعينها، حيث تتيح -دوافع محلية أو وظيفية خارجية- تتيح السراديب الرطبة والغرف المظلمة، توفير «ملاذات» آمنة لجيوش الارتزاق الإلكتروني والعمالة السيبرانية، بكل أفاعيها وحرابيها.. وتلك الأخيرة هي التي انكشف أمرها وبان أصل وفصل كل حرباء فتحت حسابات مزيفة بالعشرات بأسماء تبدو وكأنها من الدول المستهدفة بالحملات العدائية أو أنها من دول عظمى أو مهمة تأوي «معارضين» كاذبين أو مدّعين، وذلك من خلال رفع منصة «اكس» السرية وما يسمى الخصوصية المزعومة عن أصحاب الحسابات المزيفة، المنتشرة كما خيوط العنكبوت والمتوالدة سرطانيا، بما ظنوا أنه سيخفي المكان الذي تشن منه تلك الحملات الظالمة والتحريضية والكاذبة المفبركة التي أثارت كثيرا من التضليل والتشتيت والتشكيك والتدليس والتحريض على مدى سنوات.
يا لها من فرصة ذهبية من المهم للغاية اقتناصها و»طرق الحديد وهو حامي». ثمة حاجة إلى جيش جرار تقوده نخبة من القانونيين والدبلوماسيين والإعلاميين والمؤثرين القادرين وبالتنسيق مع المختصين، من أولي الأمر أصحاب المرجعية المؤسسية، للبناء على ما تم تحقيقه في الثاني والعشرين من نوفمبر، قبل خمسة أيام من عيد الشكر في بلاد العم سام.
حتى لا تتجاوز الأحداث -والأيام المقبلة حبلى بما قد يكون طاغيا- حتى لا تتجاوز تفاعلات الخبر وتداعياته، من الأهمية بمكان إجراء ما قد يكون توثيقا تحقيقيا عبر تقرير إخباري أو برنامج وثائقي، يتم فيه العودة إلى عينة مختارة من تلك الحسابات ومحتوياتها، تلك التغريدات ب «هشتاقاتها وترنداتها» التي أحدثت أضرارا يستطيع ذوو الاختصاص الملاحقة عليها إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا، وإن لزم الأمر قانونيا وجنائيا وماليا..
هل كانت الدول المضيفة جزءا من الحملة؟ أم أن وجود الذباب والدبابير تصادف -سبحان الله- أن تتجمّع و»تلْتَمَّ» في هذه العاصمة القريبة أو تلك البعيدة؟!
قد ينتهي الأمر بمكالمة عتاب، عتاب محبّ، من مختص مخول بمتابعة الملف- ملف السياسات العدائية أيا كانت أدواتها ذبابا أم ما دونه- لكن الرد الرادع مكانه المحاكم، ويبدأ بالادعاء العام وفي بعض القضايا التي ثبت وقوع الضرر فيها، ما مس أمننا واقتصادنا ومكانتنا وسمعتنا، وهيهات هيهات ولله الحمد، فالأردن أكبر منهم جميعا.
نحمد الله أن «الحق يعلو».. شعار ارتبط بالمسيرة المباركة لهذا المنبر الكريم -الدستور الغراء- التي لطالما تميزت صفحاتها بما كان يكشف عن بورصة الشائعات والأخبار المزيفة والأضاليل ب «الإنفو غرافيكس» وغيرها من المؤثرات التي بُهت فيها المؤثرون الزائفون، وقد انكشف كل شيء وبان ما فوق الطاولة وتحتها. إنهم أشرار يتبعون بعلم أو جهل، محور الشر وأذرعه البائسة، ومن تقاطعت مصالحهم معها من قوى الشر في الإقليم والعالم.