النسخة الكاملة

الأمل المفقود في زمن البطالة

الخميس-2025-11-20 10:48 am
جفرا نيوز -
خالد مفلح البداوي

في كل حي تلاقي وجوه الشباب العاطل عن العمل، عيونهم تعكس التعب والإحباط. مش العيب فيهم، العيب في الواقع اللي ما يعطيهم فرص حقيقية، وفي مجتمع لسه متمسك بالوظائف التقليدية وما يقدر قيمة المبادرات الخاصة. الشباب ما لقوا طريق واضح يبني لهم مستقبلهم، وما شافوا أمل حقيقي يقدر يخلّيهم يثقوا بالغد.

الأمل اللي كان يوقد شعلة في قلوبهم بدأ يخبو مع كل فرصة ضايعة ومع كل مهارة ما استغلت. الشهادة العليا ما عادت ضمان لاستقرارهم، والكفاءات تتراجع قدام قلة الفرص المتاحة. أحيانًا الشباب يقابل عقبات تعرقل تطوير مهاراته أو برامج نص نص، تجعل الوصول للاستقرار الوظيفي صعب وطويل. أحيانًا حتى الطاقات الصغيرة تلاقي نفسها ضايعة بسبب الروتين أو ضعف التواصل بين المبدعين والفرص المتاحة.

بس يظل جهد القيادة الوطنية واضح في حرص الملك عبد الله على المواطن وتوفير فرص العمل. من خلال المبادرات اللي تهدف لتمكين الشباب واستثمار طاقاتهم. اهتمام الملك عبد الله بأجيال الوطن واضح في السعي المستمر لتحسين بيئة العمل وتشجيع القطاع الخاص والمبادرات الفردية على فتح المجال للشباب المبدع والمجتهد. وهذا يوريك إن الأمل، رغم كل الصعاب، ما راح يختفي بالكامل.

الواقع يعكس فجوة كبيرة بين طموح الشباب والفرص المتاحة. الموهوب عنده أفكار مبتكرة، لكنه محتاج لمساحات حقيقية يطبق فيها أفكاره وفرص يستثمر فيها مهاراته. في حاجة ملحة لبرامج تدريبية عملية وربط التعليم بالفرص الواقعية في سوق العمل، عشان كل طاقة شابة ما تضيع بدون فايدة. وأحيانًا يحتاج الشباب لدعم معنوي وتشجيع من محيطهم عشان يقدروا يواجهوا التحديات ويستمروا بمحاولة تحقيق أحلامهم رغم الصعوبات.

المطلوب هو تمكين الشباب وخلق بيئة حقيقية تخليهم يحوّلوا طاقاتهم لمبادرات ملموسة وتضمن نموهم الشخصي والمجتمعي معًا. الحلول السريعة أو الوعود الكاذبة ما راح تغيّر الواقع، لازم فرص حقيقية وثقة إن المستقبل لهم مش حلم بعيد. كل فكرة صغيرة ممكن تتحول لمشروع ناجح إذا توفرت البيئة المناسبة والدعم الكافي.

إذا استمر الوضع على ما هو عليه، راح يتلاشى بصيص الأمل، وراها جيل ضايع بين الفرص الضايعة والواقع المرير، جيل ممكن يفقد القدرة على الحلم نهائي، ويصير مجرد رقم في إحصاءات البطالة، لا أكثر ولا أقل. المستقبل ما ينتظر أحد، ومن يضيع اليوم راح يكتشف بكرا إن الوقت خلص، والأمل ما صار مجرد شعلة، صار قصة تحذيرية لكل من يجي بعدهم.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير