جفرا نيوز -
د.فريال حجازي العساف
معلوم أنّ القطاع السياحي من القطاعات الحيوية والهامة في الأردن، كونه يوفر عائدا اقتصادياً كبيراً لدعم الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير العملة الصعبة، بالإضافة الى أهمية توفير فرص دخل للمواطنين، وجذب سياحي متنوع ؛ من خال تعزيز التبادل الثقافي بي الشعوب، بالإضافة إلى الدور الرئيسي له الذي يكمن في الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، ناهيك عن الاستثمار في البُنى التحتية، وينبع كل ذلك، من التاريخ العريق للأردن والموقع الجغرافي الاستراتيجي، وطبيعة المناخ في الأردن، وجماليته القائمة على التنوع بين شواطئ العقبة والبحر الميت وصحارى البوادي والمناطق الجبلية الشمالية والشرقية والجنوبية، فضلا عما يتفرد به الأردن في المنطقة باعتباره الملاذ الامن لطبيعة الامن والأمان والاستقرار المجتمعي، مما يجعله وجهة مفضله للسياح. كذلك القطاع الثقافي في الأردن، فهو أيضا من القطاعات الحيوية التي لها الدور الأساسي في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء و الحفاظ على الموروث الحضاري والتاريخي والغني للأردن،و بناء مجتمعا أكثر تماسكاً من خلال تعزيز القيم المجتمعية والثوابت الأردنية الراسخة لربط الأجيال بتاريخيهم، فضلا عن أهمية هذا القطاع في احداث التنمية الاقتصادية المستدامة والتي أهمها تنشيط السياحة للاطلاع على التنوع والتعدد الثقافي في الأردن.
العلاقة القائمة بين القطاع السياحي والقطاع الثقافي علاقة تكاملية، لمساهمتهما في ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية ونشر التراث للأجيال الجديدة والسياح لدعم الحفاظ على التراث المادي والغير مادي لجذب السياح، والمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة الاستثمار في المواقع الثقافية،
ما المطلوب، العمل على تعزيز التكاملية بين القطاع السياحي والثقافي للنهوض بإبراز المعالم السياحية وتعزيز الهوية الثقافية الأردنية بين الأجيال والسياح. والاستثمار بالطبيعة الجغرافية للأردن في جميع مواقعها القائمة على مبدأ الاستدامة التنموية من خلال النهوض بالبنى التحتية لتعزيز السياحة الداخلية والخارجية وتعزيز فرص الاستثمار الداخلي والخارجي، والعمل على مراجعة الأدوات وتطوير المنهجيات التي تتبناها قطاعتنا الحكومية في العمل السياحي والثقافي من خلال اعتماد معالم لإبرازها، سواء في شكل وتصاميم المنازل الأردنية وتصميم المتنزهات والاهتمام بالطبيعة من أشجار حرجية وغابات ومزارع وحدائق، واضفاء الوان العلم الأردني على جميع المعالم في المناطق السياحية والثقافية المنشأة وتلك التي يجري أعادة بناؤها، وترسيخ الاهتمام بالموروث الشعبي الأردني بشكل عصري يواكب الاذواق، والاهتمام بالبيئة، ومواكبة المستجدات في العصر الرقمي لتحقيق تواصل أكبر بين الأجيال، وسد الفجوة بين الماضي والحاضر، وتعزيزاً للمنعة الثقافية والسياحية التي تحتاج لحماية دائمة باستيعاب الآخر والانفتاح عليه. لأجل ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية بين الأجيال.
النسخة الكاملة
