النسخة الكاملة

العزة يكتب: ملك لا ينام… ووطن لا ينكسر

الأحد-2025-10-26 02:49 pm
جفرا نيوز -
بقلم - رامي رحاب العزة 

لم يكن خطاب العرش هذا العام حدثًا عابرًا، بل لحظة وعي وولاء وصدق بين القائد وشعبه.
حين قال جلالة الملك عبدالله الثاني: «نعم، يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله، وفي ظهره أردني»، كان يختصر فلسفة قيادةٍ لا تعرف الاستسلام. القلق هنا ليس ضعفًا، بل نبض مسؤولية، وشعور رجلٍ لا يهدأ حتى يطمئن على وطنه.

خطاب الملك لم يكن استعراضًا سياسيًا، بل نداءً وطنيًا موجّهًا إلى الجميع: أن نتحرك، نعمل، وننهض بالأردن كما يليق به. فالإصلاح لا يتحقق بالتمنّي، بل بالإصرار. «لا نملك رفاهية الوقت»، قالها جلالته بوضوح ليعلن أن المرحلة المقبلة عنوانها الإنجاز لا الأعذار.

تحدّث عن التعليم والصحة والنقل والقطاع العام، لأن النهضة لا تُبنى بالخطب بل بالفعل. وأعاد تثبيت الموقف الأردني الثابت تجاه فلسطين والقدس، مؤكّدًا أن الوصاية الهاشمية ليست موقعًا سياسيًا بل عهدًا مقدسًا من التاريخ والدين والدم.

في كلماته صدق المقاتل وإصرار المصلح، وفي نبرته دفء الأب وصرامة القائد. كان الخطاب أشبه بجرس إنذار لمن قصّر، وبوصلة لمن تاه، ورسالة طمأنينة لمن يحبّ هذا الوطن.

اليوم، من يستمع إلى جلالة الملك، يفهم أن الأردن ليس بلدًا ينجو بالحظ، بل بالصبر والإيمان والعمل.
قائد يقلق… ليطمئن وطنه.
وطنٌ يواجه… ولا ينكسر.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير