النسخة الكاملة

عنيزات يكتب: الزخم الدبلوماسي الأمريكي

الخميس-2025-10-23 10:01 am
جفرا نيوز -
 نسيم عنيزات

يبدو أن البيت الأبيض يدرك حجم التحديات التي تواجه وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، الأمر الذي يعكسه الزخم السياسي الأمريكي، وتوافد كبار مسؤوليه إلى دولة الاحتلال.

وبعد أقل من أسبوع على زيارة رئيسهم، بدأت الوفود الأمريكية بزيارة دولة الاحتلال، التي بدأت بمستشار الأمن القومي ويتكوف، وكوشنر صهر الرئيس الأمريكي وعرّاب صفقة القرن، ليصل أمس الأربعاء نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، وهناك ترقّب لالتحاق وزير الخارجية ماركو روبيو، وقبل ذلك وصول الطلائع العسكرية.

إن هذا الزخم الأمريكي غير المسبوق للمنطقة، والإصرار على صمود وقف إطلاق النار – الذي يبدو أنه هشّ، وكنا قد أشرنا إلى ذلك مسبقًا – يشي أن هناك ترتيبًا وأمرًا ما ومصلحةً أمريكيةً لصموده.

على مدار أكثر من سنتين، تعرّض قطاع غزة لإبادة جماعية وحرب همجية وتدمير للبنية التحتية، وحصار وتجويع لم يشهد مثله التاريخ الحديث، بدعم أمريكي وصمت دولي، ما يدفع نحو نظر البعض بعين من الريبة والشك إلى الاهتمام والحرص الأمريكي المفاجئ على صمود وقف إطلاق النار وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي غير الواضحة أصلًا.

ووسط هذه الشكوك، وما يكتنف الخطة وبعض اللقاءات من غموض، وتصريحات وتغريدات غريبة لا تخلو من الريبة لترامب حول مستقبل غزة وآلية إدارتها.

فإن المؤكد أن هذا الحرص والاهتمام الأمريكي المفاجئ ليس لأجل غزة أو الفلسطينيين بقدر ما هو لمصلحة دولة الاحتلال وتحقيقًا لمصالح أمريكية وزيادة في بسط نفوذها في المنطقة.

فبعد العزلة الدولية التي تعرّضت لها دولة الاحتلال جراء أفعالها الإجرامية في قطاع غزة، حتى وصلت الأمور إلى فرض عقوبات عليها من أشدّ حلفائها، والتسابق الدولي غير المسبوق للاعتراف بدولة فلسطينية، كان في مقدمتها دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا صاحبة وعد بلفور، ناهيك عن الإجراءات القانونية والقضائية، ومطالبة نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية، وربط بعض دول المنطقة التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية.

دفع بالولايات المتحدة إلى إجراء استدارات لإنقاذ إسرائيل وتنفيذ خطتها المتعلقة بالسلام الإبراهيمي وشرق أوسط جديد.
أي إن ما تقوم به أمريكا لن يكون لعيون قطاع غزة وأهلها أو لمساعدة الفلسطينيين وإقامة دولتهم، بقدر ما هو تقويض لهذا الهدف، وتهدئة للرأي العام العالمي الغاضب من دولة الاحتلال، والحد من انتفاضة الشارع الدولي ضد إسرائيل.

كما يعكس الزخم الأمريكي وتوافد مسؤوليه على دولة الاحتلال – حيث يُتوقّع وصول روبيو إلى إسرائيل اليوم – المضيّ في التطبيع والسلام الإبراهيمي، وإعادة إعمار القطاع على الطريقة الأمريكية بما يخدم مصالحها، وتحقيق أهدافها، وبسط نفوذها في قطاع منزوع السلاح ضمن جغرافيا وديموغرافيا جديدة، يُدار ضمن خليط من قوات دولية داخل حدود جديدة، يتم رسمها لمصلحة إسرائيل ويضمن للأمريكان مصالحهم دون أي كلف مالية أو بشرية.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير