النسخة الكاملة

العتوم تكتب: بداية التحولات

الأربعاء-2025-10-22 09:10 am
جفرا نيوز -
لارا علي العتوم

أعلن العالم أخيرًا نهاية الحرب على غزة، فيما تتسارع الخطوات نحو وقف الحرب الروسية الأوكرانية،وقد يكون ما نشهده الآن لحظة مفصلية في التاريخ الحديث، تُقاس ببدء التحوّل نحو عالم جديد قد يكون أكثر استقرارًا وإنسانية، بدون ان يعني نهاية للمعاناة في مناطق النزاع بقدر ما هو مفتاح لإعادة تشكيل النظام العالمي على أسس مختلفة، بعد أن تبيّن للجميع بأن لغة السلاح لم تعد قادرة على فرض واقع دائم أو تحقيق مصالح مستدامة، بما يمنح العالم فرصة نادرة لإعادة صياغة العلاقات الدولية، وتجديد الثقة في المؤسسات الأممية التي تراجعت فعاليتها في خضم النزاعات، لتبدأ رؤوس الأموال في التحرك من جديد نحو المشاريع التنموية، بدلًا من صناعة السلاح.
أهم ما يلُفت النظر في الاحداث التي يعيشها العالم منذ سنوات تشكيل نوع من الصحوة حتى وان لم تكن كافية لإيقاف الحروب سريعًا، لكنها كانت كفيلة بإحداث شرخ عميق في الروايات الكاذبة وبتشكيل ضغط أخلاقي لا يمكن تجاهله.

إن المرحلة المقبلة تفتح بابًا واسعًا للأمل، فالعالم الذي أنهكته الحروب بات بحاجة ماسة إلى بناء سلام حقيقي، لا يستند فقط إلى توازنات القوة، بل إلى العدالة والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية، وما لم يتحول هذا السلام إلى ثقافة وممارسة دائمة، فإن خطر العودة إلى الصراعات سيبقى قائمًا، وربما أكثر ضراوة، حيث ان القادم قد يكون بداية ممكنة لعالم آخر، عالم أكثر وعيًا بحدود القوة، وأشد حاجة للتعاون، وأقرب إلى الإنسان، فهل تنجح البشرية هذه المرة في استثمار السلام كما استثمرت طويلاً في صناعة الحروب.

ان وعي الشعوب، وجرأة القرار، هو القادم الذي على جميع الدول استغلاله لتعزيز ثقافة السلام
ليس بوصفها حالة مؤقتة تعقب الحروب، بل كخيار استراتيجي دائم يُبنى عليه مستقبل الأجيال. فالإرادة الشعبية التي عبّرت عنها مظاهرات ومواقف تضامنية في مختلف أنحاء العالم، باتت تمثل قوة لا يُستهان بها، يمكنها أن تفرض على صناع القرار مسارات أكثر عقلانية وإنسانية. كما أن شجاعة بعض القادة في كسر الجمود، كجلالة الملك عبدالله بن الحسين والقادة العرب بتصميمه النابع من انحيازه للسلام على حساب الحسابات الضيقة، كالذي مهد الطريق نحو نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وتوازناً، ولا سيما ان اسهامات جلالته لم تخرج يومًا عن مسار السلام وحرية التعبير والعيش الكريم لايمانه الحقيقي بالمقام الاول بمواطنيه بانهم قادرون على لعب دور فاعل في رسم السياسات العامة للعديد من المسائل العالمية.
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير