جفرا نيوز -
بقلم: أمجد العواملة
في لحظةٍ تتجاوز السياسة والجغرافيا، وقف العالم أمام غزة، لا ليُحصي خسائرها، بل ليشهد على صمودها. وقف إطلاق النار ليس نهاية الحرب فحسب، بل بداية تعريف جديد للكرامة، للحق، وللإنسانية التي كادت أن تُنسى.
نترحم على الشهداء الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن الأرض والهوية، ونقف بخشوع أمام المكلومين والفاقدين الذين لم ينكسروا، بل وقفوا وقفة عزّ وفخر أمام خذلانٍ عالميٍ طويل. لقد كنتم البوصلة الأخلاقية التي أعادت توجيه ضمير البشرية نحو الإنصاف.
غزة لم تكن وحدها. شعوب العالم الحر وقفت معها، لا بالشعارات، بل بالمواقف. شكراً لإسبانيا، أيرلندا، جنوب أفريقيا، البرازيل، وكل من قال "لا” للظلم و”نعم” للحق. شكراً للدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني، التي أثبتت أن الصوت العربي لا يزال حيًا، وأن الكرامة لا تُساوم.
وشكراً لفناني العالم الذين أعادوا للفن رسالته، فكانوا مرآةً للحرية، وصوتًا للعدالة، وريشةً ترسم ملامح الإنسانية في زمنٍ كاد أن ينسى ملامحه.
من مجموعة الصرخة، نقول: هذه لحظة للتوثيق، للتكريم، ولإعادة تعريف النصر. ليس النصر في وقف القصف، بل في انتصار القيم التي لا تموت، وفي ولادة ضمير عالمي جديد.
غزة انتصرت، والصرخة مستمرة.