النسخة الكاملة

العكايلة يكتب: انتهاء زمن التجزئة في التعامل مع التهديدات

الخميس-2025-09-18 10:58 am
جفرا نيوز -
حمزة العكايلة

شكل لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، محطة سياسية لافتة، أعادت التأكيد على عمق العلاقة بين عمّان والدوحة، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل في سياق التنسيق العربي الأوسع، ففي وقت يواجه فيه الإقليم سلسلة من الأزمات الممتدة، تأتي زيارة الأمير تميم لتكرس دور محوري في إعادة ضبط التوازنات المتغيرة.

اللقاء الذي جمع الملك بالشيخ تميم جسد لحظة تفاهم سياسي عميق، تتوجت بدعوات لتوسيع التعاون، وتكثيف التنسيق في ملفات فلسطين وسوريا ولبنان، في وقت بات فيه الأمن القومي العربي مكشوفًا أمام مشروع إسرائيلي يتجاوز حدود فلسطين.

قبيل الزيارة ألقى الملك خطاباً استثنائياً في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، عبر فيه عن الموقف الأردني بثقة ووضوح، فلم تكن كلماته رد فعل على عدوان إسرائيلي على دولة شقيقة، بل طرحاً استراتيجياً يعيد تعريف الخطر، ويوسع إطار المواجهة ليشمل الأمن العربي ككل.

الملك قالها بوضوح: «أمن قطر أمننا»، ليكون الموقف الأردني والقطري واحد في إعلان صريح عن أن زمن التجزئة في التعامل مع التهديدات قد انتهى، وبهذا أعاد جلالة الملك ضبط بوصلة الصراع، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة، وما حدث في قطر، وما يُخطط لدول في المنطقة، هو جزء من منظومة إسرائيلية متطرفة تستهدف المنطقة بأكملها.

وربط الملك بين صمت المجتمع الدولي، وتمادي إسرائيل في عدوانها، فحين تُعامل كدولة فوق القانون، فإن الصمت يصبح بمثابة تواطؤ، ومن هنا جاءت دعوة جلالته لمراجعة أدوات العمل العربي والإسلامي، ليس كشعار، بل كضرورة استراتيجية.

عمّان والدوحة تمثلان اليوم نموذجًا لتعاون قادر على التحرك بمسؤولية وبصوت موحد، وفي ظل انكشاف المواقف الدولية، لا بد من موقف عربي صلب وواضح ورادع، يتجاوز الإدانة إلى الفعل، فإسرائيل لم تعد خطرًا على فلسطين فقط، بل على مستقبل الأمن العربي برمته.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير