جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
مقاربات سياسية عميقة بين العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة، والحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، التي مضى عليها عامان، حيث أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أنه «جاء عدوان إسرائيل على الدوحة بعد حوالي عامين من بدء حربها الوحشية على غزة، عامين من القتل، والتدمير، وتجويع الأبرياء خرقت إسرائيل طول هذه الفترة القانون الدولي وكل القيم الإنسانية»، واضعا جلالة الملك واقع الحال على طاولة الأمتين العربية والإسلامية بتفاصيل حقيقية.
كلمة جلالة الملك في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت أمس في الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، تضمنت الحقائق كاملة دون أي مداراة، بتسمية التفاصيل كاملة بمسمياتها الحقيقية، بحديث جلالته عن الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، وتماديها في الضفة الغربية «في إجراءاتها غير الشرعية التي تعيق حل الدولتين، وتنسف فرص تحقيق السلام العادل، وتستمر في تهديد أمن واستقرار لبنان وسوريا»، هي الحقيقة كاملة بتفاصيلها التي يبتعد كثيرون عن تسميتها بمسمياتها الصحيحة والواقعية، تحدث بها جلالته دون إغفال أيّ من الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءاتها وإجراءاتها غير الشرعية، مما يقود بحرفيّة الواقع لنسف فرص تحقيق السلام ويبقي المنطقة والإقليم بحالة من عدم الاستقرار والتصعيد الدائمين، متحدثا جلالته عن تهديد أمن لبنان وسوريا، وهي جزئية هامة يجب أن يدركها الجميع بأن إسرائيل تهدد استقرار المنطقة.
«وها هي الآن تعتدي على سيادة قطر وأمنها».. تسير إسرائيل في انتهاكاتها، بغزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، وها هي «الآن» تعتدي على سيادة قطر وأمنها.. السيادة والأمن، هما جوهر الاستقرار، وهما الضرورة القصوى لاحترام القانون الدولي، ليقولها الملك إن إسرائيل تمضي في اعتداءاتها لتصل إلى أمن وسيادة قطر، في تمادٍ ناتج عن سماح المجتمع الدولي لها أن تكون فوق القانون، ما يفرض على العالم العربي والإسلامي «أن نراجع كل أدوات عملنا المشترك، لنواجه خطر هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة»، دعوة ملكية بمثقالٍ عظيم، فلا بد أن يصل العرب والمسلمون لأدوات عمل مشترك، في كل كلمة خارطة طريق، أدوات، وعمل، ومشترك، في جمعها حقيقة نرى خارطة طريق لمواجهة إسرائيل، ومواجهة خطر حكومتها المتطرفة.
دعوة جلالة الملك بأن تخرج قمة الدوحة «بقرارات عملية لمواجهة هذا الخطر، لوقف الحرب على غزة، لمنع تهجير الشعب الفلسطيني، لحماية القدس ومقدساتها، ولحماية أمننا المشترك، ومصالحنا ومستقبلنا، العدوان على قطر دليل على أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود»، هو خطر، نعم كما تحدث بشأنه جلالة الملك، ومن لا يدرك ذلك عليه أن يعيه جيدا، ولمواجهته يجب أن تصل الدول العربية والإسلامية لقرارات وأدوات عملية، هي الحقيقة وضعها جلالة الملك على طاولة الأمتين العربية والإسلامية، نحن نواجه خطرا إسرائيليا ومواجهته تتطلب أدوات وقرارات عملية كما أكد جلالة الملك أمس، بوضوح وجرأة وشجاعة القول والوصف والحل.
كلمة جلالة الملك في قمة الدوحة أمس، لم تقف عند حد الإدانة فحسب، إنما قدّم جلالته التعازي للأشقاء في قطر، وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تمادي إسرائيل وانتهاكاتها، والحديث عن تفاصيل الواقع بكل دقة وجرأة، فيما شدد جلالته بحسم ملكي واضح بأن «ردّنا يجب أن يكون واضحا، حاسما، ورادعا»، هي رسالة قوية واضحة لا تحتمل جدلا أو أي مساحات ضبابية، الرد يجب أن يكون واضحا وحاسما ورادعا، لإخراج المنطقة ومستقبلها من خطر إسرائيل وحكومتها المتطرفة.
وصفة عظيمة، ثرية عبقرية قدّمها جلالة الملك عبدالله الثاني أمس، لحماية المنطقة ومستقبلها، برسائل واضحة وحاسمة، يجب أن يكون أدوات مشتركة وعملية لمواجهة إسرائيل، بتغير أدوات سابقة، وبردّ واضح وحاسم ورادع، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لردع إسرائيل عن تماديها، عبقرية الحسم وجرأة التفاصيل.