النسخة الكاملة

«لا خطوط حمراء بعد قصف الدوحة»

الأحد-2025-09-14 10:10 am
جفرا نيوز -
لما جمال العبسه

تستعد قطر لاستضافة القمة العربية الإسلامية الطارئة غدا، في حدث غير مسبوق يعكس حجم الغضب العربي والاسلامي من الانتهاك الصارخ لسيادتها بعد ان نفّذت طائرات الاحتلال الصهيوني غارة جوية استهدفت مقرات سكنية لقيادات من المقاومة الفلسطينية داخل الدوحة،  وتجاوز حكومة الاحتلال الصهيوني الدور المحوري لقطر في جهود الوصول الى اتفاق ينهي المقتلة الدموية في قطاع غزة.

القمة التي تسبقها اجتماعات وزراء خارجية دول عربية واسلامية اليوم، تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وتحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة، حيث وصف الهجوم بأنه «إرهاب دولة»، وأن انعقاد القمة يعكس تضامنا عربيا وإسلاميا واسعا مع قطر، ورفضا قاطعا للغطرسة الصهيونية.

الهجوم على دوحة قطر لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل ضربة سياسية موجهة أراد بها رئيس حكومة الاحتلال الفاشي بنيامين نتنياهو أن يبعث برسالة بأن لا خطوط حمراء أمام طموحاته الفاشية، ولا حصانة لأي طرف يسعى للوساطة أو التهدئة، وان لا حدود لغطرسة الاحتلال، وانه لا يهتم ان خطوته الحمقاء تعتبر محاولة لكسر حياد قطر ومكانتها كوسيط موثوق، فهذا الاعتداء لم يستهدف فقط شخصيات من المقاومة، بل استهدف موقع قطر في المعادلة الإقليمية، وخرق اتفاقيات أمنية تربطها بحلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

في هذا المشهد السياسي النادر، تصدّر الأردن الموقف العربي والدولي عقب هذا الاعتداء السافر على الدوحة، وكالعادة تلاحمت القيادة والدبلوماسية الاردنية بشكل لا نظير له، وعاد الأردن ليؤكد ما حذر منه بان هذه الحكومة النازية قد فلت عقالها ولا ترى الا رغبتها في تشكيل منطقة الشرق الاوسط بما يتناسب مع طموحاتها في السيطرة على المنطقة كما تتوهم،  ليؤكد الاردن ان «لا خطوط حمراء بعد قصف الدوحة»، فكانت زيارة ولي العهد الأمير الحسين إلى قطر لتترجم  هذا الموقف إلى خطوات عملية، ليؤكد أن الأردن يرى في الاعتداء تهديدا استراتيجيا، لا مجرد حادث عابر، اما وزير الخارجية أيمن الصفدي فقد رد على تراهات نتنياهو في مداخلة متميزة عبرت عن الموقف الاردني في كلمة غير مسبوقة أمام مجلس الأمن الدولي وصف فيها إسرائيل بأنها «دولة مارقة» تمارس «إرهابا ممنهجا»، مؤكدًا أن أمن قطر هو جزء لا يتجزأ من أمن الأردن والمنطقة.

كلمة الصفدي، لم تكن مجرد تعبير عن التضامن، بل إعلان موقف سياسي حازم، ي ويؤشر إلى أن ما جرى في الدوحة لن يُمرّر دون رد،  والتصعيد اللغوي والدبلوماسي عكس حجم الغضب الأردني من هذا الانتهاك الصارخ.

القمة المرتقبة في الدوحة ليست مجرد اجتماع طارئ، بل لحظة اختبار للضمير الجمعي العربي والإسلامي، وبالتالي فان مشروع البيان الذي سيُعرض في الاجتماع الوزاري التحضيري لابد وان يحمل في طياته إدانة واضحة للهجوم، لكنه أيضا يفتح الباب أمام تحركات قانونية ودبلوماسية واقتصادية، فإذا لم يُقابل هذا الاعتداء برادع دولي بحجم الجريمة، فإن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الانفلات، تُضرب فيها العواصم وتُخرق السيادات، بينما تكتفي القوى الكبرى بالمراقبة أو التبرير.

الجميع يترقب حتى الدول الغربية حليف دولة الكيان الصهيوني «امريكا» تترقب باهتمام بالغ عما سيخرج من هذه القمة التي قد تكون ضربا مختلفا تماما عن سابقتها، وقد تخرج بقرارات صادمة للعدو الصهيوني.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير