جفرا نيوز -
رامي رحاب العزة يكتب
في سمرقند، مدينة التاريخ والروح، كان استقبال الملك عبدالله الثاني أشبه بالعودة إلى الأهل، فقد رآه الأوزبك حفيدًا لرسول الله ﷺ وسليلًا لآل البيت الذين يسكنون وجدانهم منذ قرون. لم يكن الترحيب بروتوكولًا باردًا، بل محبة صادقة واحتضان روحي يليق بنسبه الشريف.
الزيارة جمعت بين السياسة والروح، بين توقيع اتفاقيات في التعليم والسياحة والزراعة، وبين وقفة مؤثرة عند مرقد قثم بن العباس، حيث التقى الماضي بالحاضر وتجدد العهد بأن نور آل البيت باقٍ ما بقيت الأمة.
ولم تغب فلسطين عن المباحثات؛ فقد شدد الملك والرئيس ميرضيائيف على أن العدوان على غزة لا بد أن يتوقف، وأن القدس ستبقى جوهر القضية وحقًا لا يسقط بالتقادم. إنها رسالة من سمرقند إلى العالم أن صوت الأردن هو صوت العدل، وأن الهاشميين سيظلون حراس المقدسات وحماة فلسطين.
هكذا، لم يكن الملك عبدالله مجرد قائد يزور دولة صديقة، بل هاشميًا دخل قلوب الأوزبك، ورسالة حيّة بأن الأردن سيبقى وفيًا لأمته، ثابتًا على مبادئه، رافعًا راية القدس وغزة حتى يتحقق النصر والتحرير.