النسخة الكاملة

الناشط الثقافي (نعنع البري)... يؤسس هيئة جديدة

الثلاثاء-2025-08-26 11:43 am
جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس
1/4

لسنوات طويلة، كان الناشط الثقافي (نعنع البري) عضوًا في العديد من الهيئات الإدارية لعدة هيئات ثقافية. في كل مرة كانت تُعاد فيها انتخابات الهيئة الإدارية لكل هيئة ثقافية، كان هو عضوًا في هيئتها الإدارية. كان يطمح إلى أن يُختار رئيسًا من قبل زملائه أعضاء الهيئة الإدارية، لكن هذا لم يحدث. لذلك، بقي على هذا الحال عشر سنوات متواصلة. في لحظة ما، أدرك أنه قد انتظر طويلًا، وأنه لن يصبح رئيسًا لأي هيئة ثقافية هو أحد أعضاء هيئاتها الإدارية. قرر حينها أن يذهب نحو تأسيس هيئة ثقافية جديدة، ليصبح رئيسًا لها. من هنا، كان حريصًا جدًا في اختيار أعضاء الهيئة التأسيسية، حيث ركّز على من تربطه بهم علاقة شخصية، حتى وإن كانوا بعيدين عن الهمّ والشأن الثقافي. خلال شهر من العمل المتواصل، تمت الموافقة على تأسيس منتدى اللون الثقافي. بعدها، عُقد اجتماع لأعضاء الهيئة التأسيسية، وتم انتخاب الناشط الثقافي (نعنع البري) رئيسًا للمنتدى. كان سعيدًا جدًا بهذا الإنجاز الذي تأخر عشر سنوات! ثم قال لنفسه: "هذه هي بداية الطريق الفعلي!" تبع ذلك مباشرة خبر صحفي بعنوان: "الناشط الثقافي نعنع البري... رئيسًا لمنتدى اللون الثقافي". أما الخطوة الثانية، فكانت استئجار مقر للمنتدى، يتضمن قاعة اجتماعات للهيئة الإدارية، مع مكتب لرئيس المنتدى. ، توضع عليه لافتة صغيرة مكتوب عليها بخط واضح: (الرئيس: نعنع البري). وحيث إنه كان يحتاج إلى المال من أجل تأثيث المقر، تم اتخاذ قرار من الهيئة الإدارية باختيار إحدى الشخصيات الطامحة إلى الموقع النيابي أو الوزاري ليكون رئيسًا فخريًا للمنتدى، مقابل تحمّل جميع النفقات. تبع ذلك خبر صحفي آخر، أنه تم اختيار إحدى الشخصيات العامة رئيسًا فخريًا للمنتدى.

2/4
خلال عدة شهور من العمل المتواصل، تمكن الناشط الثقافي (نعنع البري) من إيجاد موقع جديد له في المشهد الثقافي. ثم جاءت الخطوة الثالثة في خطته الاستراتيجية، وهي ضمان تأمين جمهور لحضور الفعاليات الثقافية التي يقيمها منتدى اللون الثقافي. ترجمة لذلك، تواصل مع جميع رؤساء الهيئات الثقافية، وعقد معهم اتفاقية التبادل الثقافي. بموجب تلك الاتفاقية، تشارك كل هيئة ثقافية بخمسة من أعضائها في حضور أي فعالية تقوم بها إحدى الهيئات الثقافية التي وقّعت على الاتفاقية، مع مقاطعة فعاليات أي هيئة ثقافية أخرى لم توقّع على هذه الاتفاقية. وفقًا لذلك، ضمن الناشط الثقافي (نعنع البري) أن عدد الحضور لأي فعالية يقيمها منتدى اللون الثقافي سيكون خمسين شخصًا على الأقل، مما يعني نجاح الفعالية من الناحية العددية. في ذات السياق، تم اختيار الناشط (نعنع البري) منسقًا عامًا لاتفاقية التبادل الثقافي.

3/4
تطبيقًا لاتفاقية التبادل الثقافي، كانت الفعالية الأولى بعد توقيع الاتفاقية هي الفعالية الثقافية التي يقيمها منتدى اللون الثقافي احتفالًا بيوم الثقافة العالمي. في ذلك الاحتفال، الذي تم برعاية رسمية، ألقى الناشط الثقافي (نعنع البري) رئيس المنتدى كلمة في الحفل، أكد فيها على وحدة العمل الثقافي وضرورة الاندماج بين الهيئات الثقافية، ذلك أن الازدحام يعيق الحركة. نتيجة إعجاب الحضور بأهمية هذا الطرح والتوجه، فقد صفق له الجمهور كثيرًا! لكنه في داخله كان يضحك، حيث كان يدرك أنه هو نفسه أحد أسباب تشتت العمل الثقافي عندما قام بتأسيس هيئة ثقافية جديدة، ليس هناك مبرر لوجودها إلا أنها تضمن أن يكون هو رئيسًا لها. بعد انتهاء الحفل، وخلال توزيع الضيافة على جمهور الحضور، تم تبادل الأحاديث الجانبية مع التقاط الصور الجماعية.

4/4
في مساء ذلك اليوم، نشرت وسائل الإعلام تقريرًا موسعًا عن الحفل الذي أقيم بمناسبة يوم الثقافة العالمي، حيث أبرزت بشكل واضح كلمة معالي راعي الحفل وكلمة الناشط الثقافي (نعنع البري)، مع الكثير من الصور لهما ولجمهور الحضور. حينما قرأ (نعنع البري) الخبر وشاهد الصور، ابتسم، ثم قال لنفسه مرة أخرى: "إن حالة التشتت في المشهد الثقافي هي من مكّنته من أن يكون رئيسًا لإحدى هذه الهيئات الثقافية، ومكّنته أيضًا من أن يبرز إعلاميًا بعد أن كان لسنوات طويلة في الصفوف الخلفية!" ثم قال لنفسه: "إن مصلحته الشخصية تتطلب منه أن يرفع شعار وحدة واندماج الهيئات الثقافية من الناحية النظرية، مع الاستمرار في تعزيز حالة التشتت في الجسم الثقافي من الناحية الفعلية!" ثم قال لنفسه: "الآن جاء وقت التفكير في الفعالية الثانية من أجل تعزز مكانتي في المشهد الثقافي؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير