جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
يميل المشهد الأردني إلى الهدوء والانتظار بحالة أقرب إلى الترقب لمجريات الأحداث في المنطقة التي تعيش وسط براكين ثائرة وأخرى تنتظر دورها للانفجار الذي قد يكون في أي لحظة.
وبما أن الأردن جزء من المشهد وتحيطه جملة من التحديات المتراكمة في ظل تصعيد عسكري وحرب همجية وإبادة جماعية تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية بقصد التهجير وإنهاء حلم إقامة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي يقوض أي فرصة للسلام أو الاستقرار في المنطقة، تؤكدها تصريحات اليمين الصهيوني المتطرف التوسعية والإجراءات الاستيطانية والتهديدات العدائية وسط دعم أمريكي وعجز دولي لا يملك غير التنديد والاستجداء.
وبنفس الوقت علينا أن لا نفصل الأحداث في سوريا وما يحدث في السويداء وحالة التوتر بين سكانها والنظام السوري والتدخلات العسكرية الإسرائيلية المستمرة بهدف الفوضى وعدم الاستقرار، هذه الأحداث لا يمكن عزلها عن أمن دولتنا واستقرارها ومصلحتها الوطنية وذلك لقربها من حدودنا الشمالية، وأي انعكاس لها سيكون له تأثير مباشر علينا، خاصة وأن استقرار سوريا مصلحة أردنية عليا بحكم الجوار والروابط العربية والعلاقة الأخوية مع الشعب السوري، كما يتطلع الأردن إلى علاقات تجارية واقتصادية مع سوريا التي خرجت للتو من حالة الفوضى ورفع العقوبات الدولية.
كما أن الوضع في لبنان والمنطقة ليس بأفضل حال في ظل استفزاز وتعنت إسرائيلي تهدف من خلاله إلى فرض واقع لمصلحتها وتغيير شكل المنطقة نحو شكل جديد تسعى هي إلى تلوينه وتحديد ملامحه بما يتماشى مع أطماعها دون أدنى اعتبار لمصالح الآخرين أو انعكاسه على أمن المنطقة برمتها.
ناهيك عن الحالة العربية وانسجام مواقفها في ظل التحديات وتضارب مواقفها وتذبذب علاقاتها.
هذه التحديات الخارجية التي يعيشها الأردن، أما الداخلية فإن أبرزها الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة للشارع الأردني في ظل نسبة بطالة غير مريحة وحجم استثمار دون المأمول، على الرغم من التشريعات التحفيزية والإجراءات الحكومية التشجيعية، إلا أن حالة عدم اليقين وأوضاع المنطقة غير المستقرة أوجدت حالة من التردد والانتظار.
ولا ننسى أيضًا بأن الأوضاع السياسية التي كنا نأمل أن تحقق الأحزاب السياسية التي يزيد عدد أعضائها في البرلمان عن 100 أثرًا ملموسًا يتماشى مع التحديث السياسي الذي أطلقته وتبنته الحكومات المتعاقبة، إلا أنه للأسف ما زال الأداء دون المأمول والغاية غير مفهومة.
ناهيك عن حالة بعض القضايا التي عاشها الشارع الأردني نتيجة أحداث المنطقة التي ألقت تداعياتها على بعض المواقف السياسية.
هذه الأمور كلها وغيرها الكثير دفعت نحو الانتظار وعدم الاستعجال في التعامل مع أية مستجدات أو قضايا أو تصريحات، خاصة وأننا أمام مشهد متسارع يمتاز بالتقلبات، مما يحتم علينا الانتظار ووضع الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع أي سيناريو.
لكن هذا لا يمنعنا من الالتفات للداخل والاهتمام بشؤونه وتحسين أوضاعه وإزالة العقبات أمام تحقيق تطلعاته.