والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أصدقائي الأعزاء الكرام،
نشامى الوطن ونشمياته،
في البداية، أرفع أسمى آيات الاحترام والتقدير إلى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، على خطابه الوطني الصادق، الذي أعلن فيه عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، خلال لقائه بشباب وشابات محافظة إربد. لقد عبّر سموّه بكلماته النابعة من القلب، عن رؤية عميقة وواضحة، تؤمن بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء الأردن الحديث، وهم البوصلة التي نوجه نحوها كل جهود التمكين، والوعي، والانتماء.
أيها الأصدقاء الأعزاء
حين يقول سموه:
"الخدمة برفقة نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تسهم في صقل الشخصية والانضباط"
فهو لا يتحدث عن تدريب عسكري فحسب، بل يتحدث عن مدرسة وطنية، يتربّى فيها الشاب الأردني على قيم الالتزام، والعمل الجماعي، والانتماء الصادق. هذا البرنامج ليس مجرد واجب يؤديه الشاب، بل هو فرصة لصناعة الذات، وبناء الإنسان، واكتشاف معنى أن تكون أردنيًا حقيقيًا، بالقول والفعل معًا. وفي وقت تتعدد فيه التحديات وتتشظى فيه الهويات، تأتي هذه المبادرة كمنارة تُعيد الشباب إلى جذورهم، إلى تراب وطنهم، إلى رواية الدولة الأردنية التي سُطّرت بتضحيات الهاشميين والنشامى من أبناء هذا الشعب الأصيل.
أيها الأصدقاء،
نحن لا ننظر إلى خدمة العلم كالتزام وقتي، بل نراها مسارًا لبناء الوعي الوطني، وتجسيد القيم الأردنية التي حملناها معنا جيلاً بعد جيل.
نُثمّن عالياً هذا التوجّه الذي يرعاه سمو ولي العهد، ونقول بكل صدق:
نحن كشباب، وكأهل، وكشركاء في هذا الوطن، مستعدون لحمل هذه المسؤولية، ولخوض هذه التجربة، ولرد الجميل للأردن كما علّمنا الهاشميون.
فلنكن كما أراد لنا سمو ولي العهد:
جيلًا صلبًا، منتميًا، منضبطًا، لا يخشى التحديات، بل يصنع منها فرصًا لبناء وطن أقوى وأجمل.