جفرا نيوز -
كتب- رامي رحاب العزة
حين خرج نتنياهو ليعلن حلمه بـ”إسرائيل الكبرى”، ظن أن الخرائط تُرسم بالأماني، وأن سيادة الدول يمكن أن تُمحى بخط قلم. في أوهامه، تتسع الحدود لتبتلع ما تشاء، حتى لو كان ذلك على حساب الأردن ومصر ودول أخرى. لكن هذه الخرائط الوهمية تصطدم بجدار من الحقيقة… جدار اسمه الأردن.
الأردن ليس مجرد جار لفلسطين، بل هو الحارس الأمين لبوابة القدس، وصاحب الوصاية الهاشمية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية. هذه الوصاية ليست شعارًا سياسيًا، بل عهدًا تاريخيًا حملته الأجيال جيلاً بعد جيل، وحافظ عليه الملوك، وعلى رأسهم الملك عبدالله الثاني الذي لم يتردد يومًا في القول: القدس خط أحمر، وقيام الدولة الفلسطينية حق لا يُساوم عليه.
لكن الأردن ليس صوتًا سياسيًا فحسب؛ إنه جيش عقيدته راسخة لا يعرف التراجع، وشعب يلتف حول قيادته في الملمات، مؤمن أن حماية المقدسات تبدأ من حماية الوطن.
هذا البلد الذي لم يتأخر يومًا عن نصرة جيرانه وقت الشدة، لا يمكن أن يسمح لطامع أن يقترب من شبر من أرضه. من يقف اليوم على حدوده، يرى جيشًا عريقًا وشعبًا صلبًا يعرف أن الكرامة والسيادة خطان لا يُقطعان.
بين وهم التوسع الذي يروّج له نتنياهو، والحقيقة التي يجسدها الأردن، يقف التاريخ شاهدًا: أن من يحمي غيره، يحمي نفسه أولًا، وأن من تلتف حوله أمته وجيشه، لا تهزه رياح السياسة ولا تهديدات الخرائط الوهمية.
الأردن قوي… لأنه يعرف من هو، ويعرف ما الذي يقف من أجله. وحين يحين وقت الامتحان، سيتذكر العالم أن الحارس الذي يحمي القدس… يحمي الأمة كلها.