جفرا نيوز -
بشار جرار
لم يقصّر لا القانون ولا أجهزة إنفاذ القانون، فأين الخلل؟ أهو العرف وما ينسب زورا إلى العادات والتقاليد، أم هي الثقافة وتحديدا ثقافة الفرح؟ وربما معها ثقافة تعريف ما هو الإنجاز؟ وكيف نحتفي بصاحبه ونحتفل به بلا خيلاء ولا ضوضاء، خاصة إن كانت دامية لا بل وقتّالة؟
لا فرق بين محتفلين بنتائج التوجيهي أو عرس أو مباراة. سيان، إن كانت مخالفة القوانين والأنظمة في الحضر أو الريف أو البادية. الجوهر واحد. «الإنسان أغلى ما نملك» أردنيا، و «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا» هذا هو تراثنا الروحي، فالآية الكريمة موجودة بمعناها أيضا في الكتاب المقدس. روح الإنسان، بل وروح أي كائن حي، أمانة في أعناقنا. سنقف يوم الدين بين يدي الديّان سبحانه، فنسأل عنها لا عن حياتها فقط، بل وكيف تعاملنا معها إنسانا كان أم حيوانا أليفا أو حتى طريدة لا يجوز اقتناصها ما لم تكن إشباعا لجوع. فأي فرح هذا وأي إنجاز يستحق موت إنسان سواء بعيار ناري أو تهور سيارة في فاردة؟!
العرف والعادات والتقاليد بريئة من هذا العبث الغبي المدان في اقترافه جريمة وخطيئة كبرى يمقتها الله له العزة والمجد، ألا وهي الكِبَر والخيلاء. هذا ليسا فرحا أبدا، إنما هو ذلك التباهي والتكبّر والتعجرف المعتوه الذي يظن في إطلاق النار رجولة أو شهامة أو يدوس بقدمه على دواسة البنزين أو الهايبرد أو الكهربائية التي اشتراها والده بجده وكده، فيظن أنه اقتحم سور الصين العظيم؟!
قد لا يجدي الاستجداء والاستعطاف والاستمالة في مخاطبة أولئك القتلة حتى وإن لم يصب أحد بأذى بعياراتهم الفارغة، وإن امتلأت بارودا! التسخيف والتقريع قد يكون المطلوب، عبر كاريكاتير أو محتوى ناقد لاذع، فيه حدة المبضع -مبضع الجرّاح - ولسعة السوط لإظهار أولئك المعاتيه الأشقياء على حقيقتهم، علهم يخجلون ويرتدعون أو على الأقل، حتى ينفضوا من يتباهوا أمامهم من حولهم، فينالون ما يستحقون من الرذل والازدراء.
غدا -بعون الله- حديث عن بدائل عملية متاحة قانونيا ومقدّرة اجتماعيا، في أردننا المفدى ومملكتنا الحبيبة. يتضمن مقال الغد بدائل عملية مكرسة لمفهومي الإنجاز الذي يستحق الاحتفال والاحتفاء بصاحبه (أو أصحابه في حقيقة الأمر)، وثقافة الفرح والتي لا يمكن أن تقوم إلا على أساس المحبة وركيزة الخدمة، وكيفية ضمان عدم انقلاب الأفراح إلى أتراح، لا قدّر الله.
الغد أفضل بهمتنا بمشيئة ربنا سبحانه، والأمر لا يقتصر لا على حكومة ولا على برلمان، لانتظار القوانين اللازمة حتى نفرح ونحزن بأمان!! فكثير من الأمور الفارقة الوازنة، بأيدي الناس أنفسهم..