جفرا نيوز -
بقلم: مجحم محمد أبورمان
معالي الدكتور رائد العدوان، تسلمتم حقيبة وزارة الشباب في ظرف دقيق ليس فقط لأن ملفات الشباب تتزاحم على طاولة الانتظار منذ سنوات بل لأن الفجوة بين الخطاب الرسمي وتطلعات الأجيال الجديدة اتسعت حتى بات ردمها تحدياً وطنياً لا إدارياً فحسب .
يدرك المتابع لسيرتكم الأكاديمية والإدارية أنكم لا تأتون إلى الوزارة بلا رؤية أو خبرة فخلفيتكم في الإدارة العامة والحوكمة تمنحكم أدوات لفهم عمق الإشكالات وتؤهلكم لصياغة سياسات قائمة على المعرفة لا على التجريب الموسمي لكن معاليكم أنتم تعلمون أن جوهر التحدي ليس في تشخيص المرض بل في امتلاك الجرأة لتغيير أسلوب العلاج .
شباب الأردن وهم غالبية هذا الوطن ملوا من المؤتمرات التي تنتهي بصور تذكارية ومن برامج بلا أثر ملموس ما ينتظرونه اليوم ليس نشاطاً يُضاف إلى أرشيف الوزارة بل مبادرات تُحدث فرقاً في مسار حياتهم تدريباً يقود إلى عمل ومساحات حقيقية للإبداع وفرصاً لصناعة القرار لا الاكتفاء بالتصفيق له .
معالي الوزير أمامكم فرصة لصياغة عقد جديد بين الدولة وشبابها عقد يقوم على الثقة والمشاركة ويكسر الصورة النمطية للوزارة كمؤسسة بيروقراطية وقد يستهلك هذا جهداً مضاعفاً ويصطدم بمعوقات راسخة لكن إرادة التغيير لا تُقاس بسهولة الطريق بل بصدق النية وصلابة الموقف .
إن نجاحكم لن يُقاس بعدد الأنشطة أو حجم الإنفاق بل بمدى شعور الشاب الأردني أن وزارته تمثله فعلاً وتدافع عن قضاياه وتفتح له أبواب الغد بدل أن تُغلقها بوعود مؤجلة .
معالي الدكتور الفرص الكبيرة لا تأتي كثيراً وحين تأتي فإنها تختبر أصحابها والأمل أن تكون هذه الوزارة محطة لإعادة تعريف العمل الشبابي في الأردن لا مجرد فصل آخر في كتاب الانتظار الطويل
وفي النهاية معالي الوزير لا أكتب هذه الكلمات بحثاً عن مجاملة ولا أبتغي منها إلا أن أضع أمامكم مرأة الواقع كما يراها الشباب لا كما تصفها التقارير فإن أصغيتُم إليهم بقدر ما تحدثتم عنهم فستكتشفون أن أعظم ما يمكن أن تتركوه من إرث في هذه الوزارة هو أن يقال يوماً
في زمن رائد العدوان شعر الشباب أن صوتهم صار جزءاً من القرار