جفرا نيوز -
نيفين العياصرة
يبدو أن مجلس ابن أب يقترب من نهاية رحلته ، أو بالأحرى من موعد الحلاقة السياسية، ذلك الموعد الذي تبدأ فيه المقصات الدستورية تأخذ شكلا أكثر جدية، وتبدأ الشائعات تتسلل مثل بخار القهوة في مقهى شعبي فيه حل؟ راح يمددوله؟ اسكت في انتخابات ربيع 2026؟
وبينما نحن ننتظر ربيعا ديمقراطيا قد لا يزهر تلوح في الأفق معضلة غريبة.. كيف ستشارك الأحزاب السياسية في الانتخابات المقبلة وهي ما تزال على أسرة العلاج الكيماوي السياسي؟
لا مبالغة هنا فعدد من الأحزاب حالتها اليوم تشبه حالة مريض السرطان في المراحل الأولى للعلاج، استئصال الحمل الأيديولوجي الزائد، خضوع لجلسات كي سياسي مؤلمة، وتحفيز مناعي إداري ومالي عسير.
الأحزاب التي قررت أخيرا أن تتعافى من أمراض التاريخ وتحاول أن تعيد برمجة نفسها كي تدخل زمن التحديث السياسي وجدت نفسها في سباق انتخابي مبكر قبل أن تستفيق من أثر الجرعة الأخيرة.
المشكلة أن الدولة بكل حماستها لتحديث الحياة الحزبية نسيت أن تعطي هذه الأحزاب مهلة نقاهة قبل أن ترسلها إلى معركة صناديق الاقتراب ، مثل أن تطلب من مريض أنهى للتو عملية قلب مفتوح أن يشارك في سباق 100 متر، ومع ذلك هناك ما يدعو للضحك… وربما للبكاء، فبعض النواب الحاليين ممن يشتبه أنهم وصلوا للمجلس عبر مزيج غريب من الحظ والأنساب والإنسان يروجون لأنفسهم على أنهم جنرالات السياسة، ويريدون خوض التجربة من جديد وكأنهم يقولون... نعم، نحن مجلس ابن أب… ولكن ابن من؟ ابن المرحلة؟ ابن التوازنات؟ ابن الخطأ المطبعي؟ لا أحد يعلم.
أما الأحزاب فتقف الآن أمام المرآة تحاول أن تتذكر ملامحها وتجمع ما تبقى من شعرها السياسي المتساقط، وتقول بصوت ضعيف.. أنا حزبي… إذا أنا موجود!
ربيع 2026 إن أتى بحل للمجلس وانتخابات مبكرة، سيكون أيضا امتحانا لمدى جدية هذا التحديث السياسي، فإن فشلت الأحزاب في النهوض ونجح أبناء الأب مجددا في تسلق السور النيابي فعندها علينا أن نعيد النظر لا في قانون الانتخاب فقط بل في فكرة الحياة السياسية من أساسها.
لكن إلى ذلك الحين نستمتع بالعرض وننتظر الفصل الأخير من هذه المسرحية… حل… ولا ما في حل؟!