النسخة الكاملة

العالم يغض البصر خوفا من أمريكا

الإثنين-2025-08-04 10:21 am
جفرا نيوز -
نسيم عنيزات

إن أي نقد أو موقف دولي ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي وممارساتها النازية ضد قطاع غزة، يواجه بغضب ودفاع أمريكي، الذي وفر الغطاء لدولة الاحتلال منذ نشأتها واحتلالها للأراضي الفلسطينية.

فالذي يواجه العالم الآن هي أمريكا، التي تدافع عن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، وتوفر لها الغطاء والمبررات دون حسيب أو رقيب، وذلك انطلاقا من مبدأ القوة وتربعها على القرار العالمي.

وعلينا أن نتذكر حجم المساعدات العسكرية التي قدمتها لدولة الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر فقط، وكذلك الدعم والغطاء السياسي، وعدد القرارات الأممية التي أفشلتها لأنها دعت إلى وقف الحرب وإدخال المساعدات، حيث رفضتها ومنعت تمريرها أو إقرارها.

ولا ننسى أيضا ردة فعلها والإجراءات التي اتخذتها بحق المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف غالانت، بعد أن قالت إن هناك «أسبابا منطقية» للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

وكذلك موقفها المنحاز في المفاوضات غير المباشرة مع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، ورفضها الإيفاء بشروط الاتفاق السابق، التي تعهدت والتزمت خلالها باستمرار المفاوضات وصولا لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي تئن فيه غزة وسكانها من الجوع، وما تعانيه من المجاعة بسبب قلة أو انعدام المساعدات التي تمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد مئات الأطفال والنساء والشيوخ جوعا، ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تنكر الواقع، على الرغم من الصيحات الدولية والمناشدات التي تطلقها المنظمات الإنسانية العالمية.

ولولا التدخل الأمريكي ومعلوماته الاستخبارية، وضربته العسكرية القوية لإيران، لما تمكنت دولة الاحتلال من تحقيق أي هدف على الأراضي الإيرانية.

فالذي يخوض الحرب الإسرائيلية، ويتولى الدفاع عنها، ويحمل أعباءها، ويعاقب منتقديها - كما فعل مع جنوب أفريقيا - هي الولايات المتحدة الأمريكية، التي أوجدت إسرائيل في المنطقة لتكون الشرطي واليد الضاربة لكل من يهدد المصالح الأمريكية.

حتى إن الأمر وصل براعية الديمقراطية ومدعية الإنسانية، أنها فصلت واعتقلت طلابا لأنهم تظاهروا دعما لغزة.

ومن هنا، فإنه ليس مستغربا ما نشاهده من تقاعس عالمي وخذلان وصمت دولي - مع أنه ليس مبررا - لما يحدث في قطاع غزة من حرب وتجويع وإبادة جماعية، وذلك خشية من ردة الفعل الأمريكية، التي أصبحت مفضوحة لا تحتاج إلى تفسيرات أو تحليل.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير