النسخة الكاملة

حراك مبكر نحو رئاسة النواب

الإثنين-2025-07-21 01:13 pm
جفرا نيوز -
جهاد المنسي

بدأ الحديث والحراك نحو رئاسة مجلس النواب في الدورة الثانية المقبلة مبكرا، فالنواب والكتل يعقدون لقاءات شبه يومية، والحديث ينصب في أغلب اللقاءات والاجتماعات حول المرحلة المقبلة ورئاسة المجلس، ومن يرصد تحركات النواب يستشعر ـن هناك ما يشبه حراكا لـ (جس نبض) من قبل نواب طامحين بالموقع.

الحراك النيابي بات ظاهرًا للعلن رغم وجود أشهر من الموعد الدستوري لبدء الدورة، وقد أثار ذاك تساؤلات حول دلالاته السياسية، وطبيعة التحالفات التي يجري نسجها خلف الكواليس، فالدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين تبدأ دستوريا في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، ويحق لجلالة الملك إرجاءها لمدة شهرين، بيد أن المعلومات والتوقعات تشير إلى أن الدورة ستبدأ في الثلث الأول من تشرين الأول أي في الفترة من الأول وحتى العاشر منه.

فالحكومة تريد إنجاز موازنتها عن السنة المالية 2026 قبل نهاية العام، وأيضا هناك مشروع قانون الإدارة المحلية الجديد الذي تعكف الحكومة على إعداده حاليا ويتوقع إرساله إلى غرفة التشريع الأولى (النواب) بدايات العام ليكون جاهزا في الشهور الأربعة الأولى منه بحيث تجري انتخابات البلديات في صيف العام المقبل.

الأمر المؤكد أن الكتل والنواب فرادى يعقدون لقاءات علنية وأخرى بعيدا عن الأنظار لـ(جس نبض) زملائهم واستكشاف فرص الدعم، وقدم البعض تصوراتهم حول المرحلة المقبلة، فرئاسة مجلس النواب ليس موقعًا بروتوكوليًا، وإنما نقطة ارتكاز في إدارة العلاقة بين المجلس والحكومة، والرأي العام، فرئيس مجلس النواب يمتلك أدوات تأثير واسعة، سواء في جدول أعمال الجلسات، أو إدارة النقاشات، أو توجيه الأولويات الرقابية والتشريعية.

الحراك الذي يجري حاليا ليس مرتبطا فقط بموقع الرئيس وإنما بعضوية المكتب الدائم الذي يتشكل من الرئيس والنائب الأول والثاني والمساعدين، فبعض النواب والكتل وخاصة الوجوه الجديدة من النواب يعتبرون أن الوقت حان لضخ دماء جديدة في عضوية المكتب الدائم، وفي ظل اقتراب الموعد الدستوري لانتخاب المكتب الدائم فان كتلا نيابية تبحث عن فرص لتحسين تموضعها في عضوية المكتب الدائم.

صحيح أن هناك أسماء تطمح للوصول لرئاسة أو عضوية المكتب الدائم، وبطبيعة الحال فإن رئيس المجلس الحالي أحمد الصفدي يمتلك الطموح ذاته، ولذلك فإن الرؤية النيابية ستكون محصورة بين تيارين تيار يدعم إعادة انتخاب الرئيس الحالي، وآخر يراهن على تقديم مرشح توافقي.

لذلك فإن الحراك النيابي المبكر يأتي كما أسلفنا كجس نبض، وتحريك الرمال الراكدة، والتموضع، وخلق رؤية سياسية واضحة مع الأخذ بالاعتبار أنه منذ اليوم وحتى موعد انتخابات رئيس المجلس والمكتب الدائم، فإننا قد نشهد توافقات كتلوية وحزبية ينتج عنها انتحاب الرئيس وأعضاء المكتب الدائم بالتراضي (التزكية).

ولأن انتخابات رئاسة المجلس ومكتبه الدائم تجد اهتماما من قبل دوائر رسمية، لما للرئيس من دور في تنظيم العلاقة مع الحكومة، لا سيما في القضايا الخلافية أو الملفات ذات الحساسية السياسية، وهذا الأمر يعرفه النواب بشكل كبير ويتفهمونه، ولذا فإن التركيز سيكون على مرشح لديه قدرة على إدارة علاقة متوازنة مع السلطة التنفيذية سيكون من العوامل الحاسمة في حسم الاتجاهات داخل المجلس، وهو ما يراهن عليه الرئيس الحالي وآخرون.

المؤمل أن ينتج عن تلك التحركات النيابية والكتلوية المبكرة رؤية نيابية تعيد الاعتبار والحضور لمؤسسة مجلس النواب وأن لا تتحول تلك التحركات والتحالفات لمجرد تفاهمات للمحاصصة أو توافقات ظرفية، لا تقوم على برامج حقيقية، وفي حال استمر غياب الرؤية السياسية الواضحة، فقد تعود نفس التحديات التي واجهها مجلس النواب السابق والمجلس الحالي في دورته الأولى، مما يعمق الفجوة بين النواب والمواطنين.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير