النسخة الكاملة

عندما تحضر سوريا في عمّان

الإثنين-2025-07-21 10:21 am
جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي

يبقى الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني واضحا من أي خلل في منظومة الأمن والسلام للمنطقة، مهما اختلفت الظروف وحتى الدول وأسباب هذا الخلل، موقف يجاهر به دوما بأن السلام أساس الاستقرار وحل لكل النزاعات والاضطرابات مهما وقف خلفها من أسباب، ولن يتحقق أي استقرار للمنطقة ووقف التصعيد بها دون تحقيق سلام حقيقي، سلام يسعى الأردن على أرض الواقع لتحقيقه وجعله سائدا ودونه استثناء.

ومنذ بدء الأحداث مؤخرا في محافظة السويداء السورية، سعى الأردن جاهدا باتصالاته وجهوده السياسية والدبلوماسية لوقف إطلاق النار، وعودة الأمن والأمان لها، وفق منهجية واضحة وعملية تضمن سيادة الدولة والقانون وبالطبع سلامة المواطنين، فكانت عمّان مركزا لجهود لم تتوقف على مدى الأيام والساعات الماضية، لأن تنعم السويداء وسوريا بطبيعة الحال بالسلام والأمان، في سعي عملي لتحقيق السلام وهو الموقف الثابت للأردن تجاه كافة الاضطرابات، ومع كل الأزمات.

الأردن، وبموقف هو الأوضح والأكثر عملية، أكد على ضرورة وقف إطلاق النار في السويداء، بحسم واضح أن أمن سوريا ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، وبطبيعة الحال في استقرار المنطقة حالة صحيّة للعمل والإنجاز والتنمية، والخروج من جفاف العمل والإنجاز والسير نحو الأمام والانشغال بالحروب وآثارها وترميم ما يمكن ترميمه نتيجة لها، ليدفع بكل ما أوتي من إمكانيات باتجاه استقرار سوريا ووقف إطلاق النار في السويداء، وتغليب لغة السلام على أي لغة أو مواقف أخرى.

أمس الأول، أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مباحثات ثلاثية موسعة، مع وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الجمهورية التركية، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس بارك شاركت فيه الأجهزة المعنية، بتركيز عميق حول الأوضاع في سوريا وسبل تفعيل وقف إطلاق النار الذي أنجز حقنا للدماء وحفاظا على أمن سوريا وسلامة مواطنيها، بتأكيد على موقف المملكة الداعم لسوريا وأمنها وسيادتها واستقرارها ووحدة أراضيها وسلامة مواطنيها، ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها.

وحسم أردني على أن أمن سوريا ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، في حين أعاد الأردن وسوريا التأكيد على إدانة الاعتداءات والغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وتدخلاتها فيها، والتي تعد خرقا فاضحا للقانون الدولي، واعتداء على سيادتها يستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها ويهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، وانتهاكا لاتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل للعام 1974.

لتحضر سوريا في عمّان بسعي أردني واضح وعملي لوقف إطلاق النار، وتحقيق الأمن والسلام، وحماية سلامة المواطنين، وجعل الأساس في التعامل مع الأحداث والواقع السوري هو ضمان وقف إطلاق النار، فليس من مصلحة أحد التصعيد في المنطقة، بل هو رمي عود ثقاب في كوم من القش، سيحوّل واقع الحال إلى لهيب لنيران وحشيّة تزيد من تأزيم المنطقة ومن توتراتها، ومن اضطراباتها، وهو ما حذر ويحذر منه الأردن في الحالة السورية وبأي حالة يعلو بها صوت الرصاص على صوت الحكمة والسلام.

شمس السلام أضاءت على سوريا من عمّان، في سعي أردني عملي وجاد لوقف إطلاق النار في السويداء، وتحقيق الأمن والسلام وسلامة المواطنين، باتفاق واضح وسعي لاستقرار سوريا، الذي يعد استقرارا للمنطقة، فهو الموقف الأردني الثابت.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير