حين قرأتُ بعض الأخبار عن مدينة البترا شعرت وكأن ناراً اشتعلت بداخلي لا بسبب صدمة جديدة بل من شدة الغيرة على بلدي كيف لمدينة تُصنف بين عجائب الدنيا أن تُطفئ مصابيحها وتفرغ غرف فنادقها… لا بفعل زلزال أو حرب بل بسبب غياب الزوار!!!!
وأخطر ما في القصة أن ذلك يحدث تحت أعين وزارة السياحة… التي ما تزال تُطمئننا ببعض الاخبار و الإحصاءات بأن
" الأرقام بخير… والملايين تتدفق ”
أي ملايين ؟ ولمن ؟ وأين ؟
هل الأرقام تسكن دفاتر المسؤولين وتُطبع على ورق المؤتمرات
بينما الواقع يئن في شوارع البترا
ويختنق في صدور أصحاب الفنادق والمشاريع الصغيرة ؟
هل من المنطق أن تُنفق الوزارة الملايين على مؤتمرات وفنادق خمس نجوم في العاصمة
بينما تعجز عن إنقاذ خمسة فنادق صغيرة في مدينة تُطعم نصف اقتصاد الجنوب ؟
يا وزارة السياحة
لماذا يشعر أبناء المناطق السياحية في الأردن أنهم آخر من ينتفع من كنوزهم ؟
لماذا يشعر ابن الكرك أن القلعة تحولت إلى ديكور غريب ؟
ولماذا يمشي ابن جرش بين الأعمدة كأنه سائح في وطنه ؟
ولا ننسى السلط المدينة التي دخلت قائمة التراث العالمي ثم خرجت من ذاكرة الحكومة
المدينة التي احتفلوا بها في نشرات الأخبار
لكن شوارعها ما تزال تبحث عن زائر وعن استثمار وعن عدالة.
هل يكفي أن نرفع لافتة تراث عالمي ونترك أهل المدينة يعانون من قلة الحيلة وغياب الفُرص ؟
الخلل ليس استثناءً بل نمط عام… تتكرر فيه الأخطاء نفسها ويتجدد فيه التجاهل ذاته .