جسر عبدون ومايطلبه المشاهدون

قرر بعد أن تم نحره وهو على قيد الحياة

من جعل لذاك المكان الأنجع والأنسب من أعلى جسر عبدون محطا للإنتحار أو لتنفيذ قرار الإنتحار فهو بالكاد إستنفذ كل آمال العيش الرغيد السهل القليل المنال وعلى قدر المستطاع وسد الجوع بأسوأ أنواع إشباعه وتحقيق رغباته وربما بما قل من أسوأ انواع لجم النفس كي تقتنع بأقل القليل وما يلطم ويلجم ويسكت فمها كي يبرهن ويثبت بأنه كائن حي عاش وتربى وتعلم ودرس وتعب وكد وتصبب عرق أهله عليه كي يبرز فاعلا بمجتمع ويلمع بحجم كل آماله وطموحه لذلك...

منتحر أعلى جسر عبدون قرر بعد أن نحر وشج وإنقسم قلبه نصفين وتبددت آماله وطوحاته وقرر وإنتحر!!

وسيليه كثير من اللذين قرروا بسبب أن الأهم هو القرار أما الإنتحار آخر تفكيرهم وما يدور بخلدهم فهو السهل وبمتناول اليد إما من قمة جسر عبدون أو في هضاب ومرتفعات عجلون أو من خلال حبل ليف مرس غليظ مجدول بحنكة ودهاء وفنون...

رب العائلة يتمنى الإنتحار في ظل عجزه وضعف ذات اليد عن تلبية أمس حاجات أسرته من فواتير مستحقة في ماء وكهرباء وأساسيات تغذية وغذاء وأقساط مدرسية وجامعية وإلخ إلخ إلخ...

شباب تتلمذ وتعلم وتحصن بالمعرفة والدراية وإستخلص مؤهله وإقتلعه من فم السبع والأسد كي ينعم بفتات ماكان لزاماً أن يجد من فرص عمل وأمل وشوق لقادم أيام أجمل تعينه على إنتقاء الفرص كي يكون عنصراً فاعلاً لا محبطا هداما...

إذا لما القرار الذي سبق الإنتحار ؟

وهنا نساءل من نحر لا من إنتحر!!!

حكومات تعاقبت وأقسمت ووعدت بأيام جميله حلوة لم تأتي بعد وخروج من عنق الزجاجة وطاقة أمالنا كوسع وكخرم مدور في مؤخرة دجاجه وأحلام وردية مجمدة في براد وثلاجه كان منتهاها بوظه ومثلجات ووعود دولة جعفر حسان بأن نسائم الخير وإنبعاثات الرخاء سوف تأتي من الثغر الباسم(العقبة) برغم أنها وهو وهم العقبة ولن يأتي شيء ولن يتحقق أي مما وعدوا ويعدوا ويصرحوا ويفصحوا...

الضحية ونتاج الحنث بالقسم وأغلظ اليمين وما يحلفون ما شهدناه ونشهده وسنشاهده في أسفل وقاع جسر عبدون!!!

جسر عبدون لم ولن يقتصر على عنوانه وعلوه ومكانه فحسب فكل جغرافيا الوطن في البوادي والقرى والمحافظات والألوية والحارات والأزقة والشوارع المسماة بأسماء أو كانت بدون!!

كلها جسر عبدون.

كاتب النص

رائد الأفغاني