النسخة الكاملة

بيزوس لم يشتري حزبًا ولم يطلب سلطة، لكنه عرف كيف يصنعها

الأربعاء-2025-07-02 02:33 pm
جفرا نيوز -
نيڨين العياصرة 

في مشهد لم تألفه أعراس الأثرياءاجتمع ملوك ورؤساء وشخصيات من الصف الأول لحضور حفل زفاف الملياردير الأمريكي جيف بيزوس على الإعلامية لورين سانشيز، لم يكن الحفل مجرد مناسبة عاطفية بين رجل وامرأة بل استعراضًا صريحًا لقوة المال وسطوة النفوذ، بيزوس الذي لم يدخل السياسة يوما، استطاع بذكائه ومشاريعه أن يفرض نفسه لاعبا أساسيا في مراكز القرار العالمي، حتى بات زفافه يحظى باهتمام إعلامي ودبلوماسي يفوق بعض المؤتمرات الدولية.


ولد بيزوس في أسرة متواضعة وبدأ حياته المهنية بتدرج عادي في مؤسسات مالية وتقنية قبل أن يغامر عام 1994 بتأسيس متجر إلكتروني لبيع الكتب من مرآب منزله، أطلق عليه اسم "أمازون"، ليصبح لاحقا أعظم أسواق الإنترنت على الإطلاق، وتتمدد فروعه إلى التجارة الشاملة، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والبث الرقمي.


 لم يتوقف طموحه هناك بل أسس شركة الفضاء "Blue Origin" لمنافسة أكبر مشاريع استكشاف الفضاء، ثم استحوذ على صحيفة "واشنطن بوست"، مثبتا حضوره في كل ساحة تؤثر بالرأي العام والمستقبل الاقتصادي العالمي.


في زمن يعتقد فيه كثير من الأثرياء أن المال وسيلة لشراء المناصب والوجاهة السياسية، يفرش بعضهم ثروته على الطاولة ليحجز مقعدا في المجالس أو الحكومات، فيتحوّلون إلى أثرياء يتكلمون كثيرا ويفعلون قليلا،لكن من يفهم اللعبة لا يحتاج لأن يلقب بسياسي بل يصبح فاعلا ومؤثرا دون أن يطلب صفة، وهذا تماما ما فعله بيزوس. لم يسع إلى الأضواء السياسية لكنه أدرك أن النفوذ الحقيقي يصنعه الفعل لا اللقب.

حين أقيم حفل زفافه، حضر الملوك لا بدافع المجاملة بل لأن الرجل بات يشكل ثقلا حقيقيا في معادلة النفوذ العالمية، نفوذ لم يصنعه منصب سياسي ولا مؤسسة رسمية  بل صنعه الطموح والعقل والانضباط، لقد تجاوز بيزوس حدود رجل الأعمال التقليدي وأصبح نموذجا لهيبة المال حين يدار بذكاء.

واللافت في هذا الزفاف أنه اختار امرأة من خلفية مادية متواضعة لورين سانشيز، الإعلامية التي شقت طريقها من العمل كمراسلة جوية إلى أن أصبحت من الوجوه الإعلامية المعروفة، لم تأت من طبقة النخبة ولم ترث ثروة لكنها امتلكت طموحا يليق برجل بدأ من لا شيء، اختياره لها كان رسالة: أن القيمة ليست في الرصيد البنكي فقط بل في الشغف، والذكاء والتكافؤ الفكري.

هذه القصة ليست عن زفاف فاخر ولا حفل أسطوري إنها عن رحلة بدأت من مرآب متواضع وانتهت بوقوف الملوك على عتبة رجل لم يطلب سلطة لكنه عرف كيف يصنعها،فالمال حين يقرن بالعقل لا يشتري فقط القصور واليخوت بل يشتري الاحترام، ويمنح صاحبه موقعا في الصف الأول من المشهد العالمي.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير