جفرا نيوز -
د. عبدالحكيم القرالة
وسط مشهد اقليمي ملبد بالعنف والتطرف والافراط باستخدام القوة ما يعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية في ظل التصعيد الاخير بين ايران ودولة الاحتلال وما يجري من مستجدات وفق مبدأ عض الاصابع..ومن يصرخ اولا، تبقى المنطقة رهينة هذه التطورات الخطيرة التي لها ظلالها الثقيلة على الجميع.
وفي ظل واقع مؤلم تعلو فيه اصوات الانفجارات وتشتعل النيران بلا رادع هنا اوهناك تبقى المنطقة ودولها وشعوبها الخاسر الاكبر في هذه المعادلة الخطيرة،غير انه ووسط كل هذا الضجيج وعلو لغة القوة، يظل الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يجسد صوت الحكمة والعقلانية للتحذير من مغبة مآلات هذا التصعيد على السلام الاقليمي.
وهنا تجتهد الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وتنتهج حراكا دبلوماسيا يتسم بالزخم والنشاطية وصولا لاحداث اختراقات في جدار العنف الذي يلف المنطقة من كل صوب واتجاه سعيا لايجاد مخرج دبلوماسي يقوم على اعلاء قيم الحوار والدبلوماسية بعيدا عن العنف وتبعاته الخطيرة.
التشخيص الدقيق والواقعي لطبيعة الصراعات والنزاعات التي تفتك بالمنطقة رؤية حصيفة ومنطقية لكيفية التغلب على كل التحديات التي تواجه شعوب ودول المنطقة بفكراستشرافي نير يضع اليد على الجرح وبالتالي رسم معالم طريق سياسي ودبلوماسي من شأنه انتشال المنطقة من براثن العنف.
الاردن يسخر كل علاقاته الدولية المثمرة مع كافة الاطراف والشركاء بوضع حال الاقليم في سياقه الواقعي وتجسيد التشاركية وتكاملية الادوار بأن يقوم كل طرف بدوره وواجبه في اطار تخفيض التصعيد عبر البحث عن مغذياته ومبرراته والسعي لكبح جماح العنف واطفاء نيران الازمات التي تعصف بالمنطقة.
وفي هذا،،يبقى صوت جلالة الملك عبدالله الثاني مسموعا ومؤثرا،،لما يتمتع به من مكانة وثقل سياسي كبير لدى الاوساط الاقليمية والدولية وما يمتلكه من رؤى واقعية أنتجت ثقة كبيرة يستثمرها في وضع الجميع امام الواقع المعاش بغية التحرك للايفاء بالتزاماتهم الدولية -القانونية والاخلاقية والانسانية- وصولا لتجاوز كل الاكراهات التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط
الحراك الدبلوماسي الاردني المكثف هو صوت العقل والحكمة وسط كل هذا العنف والتطرف ما يشكل حجر زاوية في الحراك الدولي والاقليمي للوصول الى ارضية مشتركة تمثل خطة عمل ناجحة لتجاوز كل ما يعانيه الاقليم من تحديات جمة.
جملة القول،،الاردن دولة الوسطية والسلام لطالما ينأى بنفسه عن كل النزاعات والصراعات ويبقى نموذج العقلانية والاعتدال في اقليم تتلاطمه امواج العنف والفوضى من كل حدب وصوب..وبالتوازي،يظل فاعلا مهما في الاستقرار الاقليمي بما يملكه من مقاربات سياسية واقعية تجنب المنطقة الانزلاق الى منعطفات خطيرة ومرحلة اللاعودة...