النسخة الكاملة

الحرب "التاريخية" مع إسرائيل، حرب دين أم إنسان؟

الأربعاء-2025-06-18 10:10 am
جفرا نيوز -
بسمة الفارس

الحرب التاريخية بين إسرائيل، وبدايةً إلى العالم كافة، حتى أصبحت محصورة بين إسرائيل و فلسطين، ما طبيعة الخلافات التاريخية بين اليهود، وكل من المسلمين والمسيحيين ؟ هل الخلاف مع إسرائيل ديني ؟ وهل تمثل إسرائيل في العهد الحديث الديانة اليهودية ؟

تقول الرواية التاريخية الإسلامية إن الدولة الغسلامية كانت في حالة نزاع دائمة مع اليهود (يهود الديانة)، في محاربتهم ليهود الجزيرة العربية، مثل بني قريظة، وبني قينقاع، وبني النضير وغيرهم. ورغم محاولات الإسلام لإحلال السلام مع اليهود من خلال المعاهدات التي فرضت الجزية على القبائل اليهودية مقابل المعيشة تحت الحكم الإسلامي، أو أنهم كانوا مخيرين بين المعاهدات ومغادرة البلاد.

أما الرواية التاريخية المسيحية بشأن النزاع مع اليهود فتقول الرواية المسيحية إن معاداة اليهود بدأت منذ نشأة الديانة المسيحية وانتشارها بين يهود الديانة، كانت فتيل اشتعال هذه العلاقة مع صلب اليهود للمسيح، واستمرت هذه العلاقة المشحونة مروراً بحقبات تاريخية عدة، مثل قيام ذو نواس اليهودي بقتل آلاف المسيحيين الذين عاشوا في اليمن، إلى أ، انقلبت الموازين بدايةً من القرن الرابع ، حيث أخذت المسيحية باضطهاد اليهودية، ما برز من خلال طرد اليهود من الاسكندرية، وعاشوا خلال فترة الامبراطورية البيزنطية خارج المدن الكبرى، وصولاً إلى الفترة الحاسمة بين المسيحيين واليهود، استمراراً حتى منتصف القرن العشرين حتى "الهولوكوست" أو المحرقة التي منهجهها أدولف هتلر في ألمانيا لحرق اليهود، ولم تخلُ االمجتمعات المسيحية، وخصوصاً في أوروبا من اضطهاد وتهميش اليهود.

في الحقيقة، قبل أن تنشأ دولة إسرائيل في الثامن والأربعين من  القرن العشرين، نشات الصهيونية، بعد تخطيط طويل المدى، بدايةً من مؤتمر بازل، سويسرا ، المؤتمر الذي ضم عدداً من كبار اليهود في أوروبا، وتم في سبيعنات القرن التاسع عشر، اقترح هرتزل المقترح الصهيوني للمرة الأولى، المقترح الذي ضم وطناُ بديلاُ ليهود أوروبا، بعد شعورهم بالظلم والاضطهاد بين المسيحيين في أوروبا، وكانت الخطة دقيقة، لتشمل حجة مقنعة لليهود ليترحلوا إلى هذا الوطن البديل، وكانت تنفيذ هذه الذريعة بإقحام الدين اليهودي في خطة الرحيل، للتحايل على عاطفة هذا المجتمع المتدين، بإقناعهم بأن هذا نضال ديني، وأن قتل أي شخص يدين بديانة غير اليهودية يستحق القتل، حتى وإن كان طفلاً، بحسب المزاعم الصهيونية، ونجحت هذه الخطة لإقناع المجتمع اليهودي، وتم اختيار الوطن البديل بعد وضع عدة احتمالات، ووقع الاختيار على فلسطين التاريخية، استنادً بشكل رئيسي إلى عامل الموقع الجغرافي، الذي سيساعد في النمو الاقتصادي لهذا الوطن البديل.

في الشؤون الدولية، ليس الدين من عوامل قيام الدول، إنما ما يحدث في دولة إسرائيل هو على العكس تماماً، تُعطى الجنسية الإسرائيلية لأي مواطن في العالم إذا كانت ديانته الديانة اليهودية، وهو الأمر الذي يثبت أن هذه الدولة تعتمد بشكل محوري على الدين لاستقطاب المواطنين، استعطافهم، واستمالتهم لتشجعهم على معاداة غير الديانة اليهودية، ومع الأسف استطاع هذا النظام أن يخدع العقول، ويوهم الناس بأن هذه حرب دينية، وأن الفلسطينيين يحاربون بسبب الدين، ما يجعل هذه الحرب الإنسانية حصراً على المسلمين، وفي بعض الأوقات المسيحيين، ويمنع "الإنسان" من أي عرق أو أي دين آخر بالتضامن مع هذه القضية الإنسانية.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير