النسخة الكاملة

الدوري المحلي بعد الوصول إلى العالمية.. "إصلاح شامل وارتقاء بالمنظومة"

الأحد-2025-06-15 10:26 am
جفرا نيوز -
ينادي الكثير من خبراء الكرة المحلية، أن يكون تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى مونديال 2026، فرصة مثالية لإصلاح شامل في الكرة الأردنية التي عانت وتعاني من تفاصيل عديدة.

ويرى الشارع الرياضي أن إنجاز المنتخب غير المسبوق، يعد فرصة ذهبية ومثالية لإعادة تقييم واقع اللعبة وفتح صفحة جديدة بين الاتحاد والجهات المعنية في شؤون الكرة الأردنية، تبدأ من الأساس وتستهدف بناء منظومة متكاملة تواكب تطلعات المرحلة القادمة. 

ويفرض التأهل ضرورة بناء علاقة مميزة بين الاتحاد والأندية والعمل على تصويب الأخطاء التي ظهرت خلال المواسم الماضية والعمل على جعل المسابقات المحلية علامة مميزة، مستفيدا من الزخم الشعبي والدعم الرسمي الذي رافق اللحظات التاريخية في إنجاز النشامى.

إنجاز المنتخب الوطني بتأهله إلى مونديال 2026، يجب أن يتحول إلى ما هو أكثر من مجرد مناسبة احتفالية، فهي فرصة تاريخية نادرة لبداية جديدة تنطلق من نقد الذات وتبني على ما تحقق وتتطلع إلى المستقبل بثقة ورؤية واضحة، فكل الظروف مهيأة لكتابة فصل مختلف في مسيرة كرة القدم الأردنية إذا ما توفرت الإرادة الجادة والعمل المنظم، وعدم نسب الإنجاز لجهة عينة دون أخرى، لأن منظومة الكرة الأردنية من اتحاد وأندية وجماهير وإعلام، شريكة في تحقيق هذا الإنجاز.

وفي مقدمة الأولويات التي يجب العمل عليها بشكل عاجل وفق رأي الخبراء، وإذا أردنا بالفعل فتح صفحة جديدة في تاريخ الكرة الأردنية أملا في أن يشمل التطوير والنجاح والإبداع وتحقيق الإنجازات كافة مناحي اللعبة، فلا بد من صياغة علاقة تشاركية صحية مع الأندية بوصفها الحاضنة الأساسية للمواهب والعنصر الفاعل في تطوير اللعبة، فليس من المعقول أن تكون العلاقة سلبية بين الاتحاد والأندية، وهو ما تجسد بعدم دعوة الاتحاد لرؤساء الأندية لحضور مباراة احتفالية التأهل للمونديال أمام العراق.

هذه العلاقة يجب أن تقوم على الشفافية والتقدير المتبادل والتكامل في الأدوار بما يتيح للأندية أداء دورها بأعلى قدر من الاحترافية مدعومة بمساندة فنية وتنظيمية من الاتحاد والجهات المعنية. 

فبناء منظومة قوية لا يتحقق بقرارات فوقية فقط من جانب واحد، خصوصا في نظام المسابقات وموعد إقامتها وفترات التوقف خارج أيام الفيفا، بل من خلال شراكات إستراتيجية تضمن استدامة العمل وتحقيق الأهداف المشتركة.

ولا يمكن لأي منظومة كروية أن تنجح في غياب بنية تحتية رياضية تليق بتطلعات الحاضر والمستقبل، الملاعب التي تستقبل مباريات البطولات المحلية، خصوصا في المحافظات، بحاجة ماسة إلى إعادة تهيئة شاملة تشمل أرضيات اللعب ومرافق اللاعبين ومدرجات الجماهير وأنظمة السلامة والخدمات، وخصوصا المرافق الصحية التي تشكل أبرز انتقادات الجماهير نتيجة لسوئها وعدم نظافتها. 

تأهيل هذه المنشآت هو أساس من أسس بناء تجربة كروية متكاملة سواء للاعبين أو للجمهور، كما يشكل عنصرا جاذبا إضافيا لتطوير الأداء الفني واستقطاب الفعاليات الدولية في المستقبل.

وتبرز الحاجة لتطوير البنية التقنية للمباريات عبر اعتماد تقنية الحكم المساعد بالفيديو "الفار”، التي باتت جزءا أساسيا من كرة القدم الحديثة، خصوصا أن غياب هذه التقنية عن ملاعبنا لا يضر فقط بمصداقية النتائج، بل يسهم في إثارة الجدل ويضعف ثقة الجماهير في عدالة المنافسة، وسط موجات احتجاجات ضربت المواسم الماضية، بل إن الموسم الماضي شهد اعتراضا واحتجاجا كافة الفرق على الأخطاء التحكيمية القاتلة والمؤثرة، ووضع اتحاد الكرة ودائرة الحكام تحت ضغط وفي موقف لا يحسدان عليه.

ويعد الاستثمار في إدخال الفار وإيجاد كوادر أردنية مدربة على استخدامه خطوة ضرورية لإضفاء المصداقية والاحترافية على البطولات المحلية وضمان تطابقها مع المعايير الدولية.

الجمهور هو الطرف الأهم في المعادلة الكروية، وبدونه تبقى اللعبة بلا روح، والسنوات الأخيرة شهدت عزوفا نسبيا للجماهير عن المدرجات، وهو مؤشر لا ينبغي تجاهله من اتحاد الكرة الذي بدأ يركز على الاهتمام بجماهير معينة في مباريات منتخب النشامى وتناسى خدمات الجماهير الأصيلة التي وقفت خلف النشامى منذ سنوات طويلة.

إعادة الجماهير إلى الملاعب تتطلب رؤية متكاملة تتجاوز نتائج المباريات وتشمل تحسين بيئة الحضور من حيث التنظيم والراحة والأمان، إلى جانب تخفيض أسعار التذاكر وتقديم عروض ترفيهية مرافقة وتسويق المباريات بطريقة تحفز الجمهور على التفاعل. كما أن إشراك الأندية في العمل المجتمعي والتواصل المباشر مع الجماهير يمكن أن يسهم في ترسيخ علاقة وجدانية أقوى بين الفريق وجمهوره.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير