النسخة الكاملة

خصخة الاتحاد وتقنية الـ "VAR" وأجندة الموسم المقبل تشغل الشارع الرياضي

الإثنين-2025-06-02 11:16 am
جفرا نيوز -
 ستحسم اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم، خلال الاجتماع الذي تعقده برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين بعد انتهاء مشوار المنتخب الوطني في الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، مواعيد إقامة البطولات المحلية الأربعة: كأس السوبر، دوري المحترفين، درع الاتحاد، وكأس الأردن.

وتتضح الصورة أمام دائرة المسابقات عقب نهاية مباراة النشامى ونظيره العراقي يوم العاشر من الشهر المقبل، من خلال التأهل المباشر للمونديال أو المشاركة في مباريات الملحق، وبناء على ذلك سيتم اعتماد البرنامج الزمني للبطولات، ومراعاة مشاركة "النشامى" في بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر خلال الفترة الممتدة من الأول ولغاية الثامن عشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

وسيبدأ الموسم المقبل من خلال إقامة بطولة السوبر من مباراتين (ذهاب وإياب)، وتجمع الحسين إربد بطل دوري المحترفين مع الوحدات بطل كأس الأردن، يومي 21 و25 تموز (يوليو) المقبل، على أن تنطلق منافسات دوري المحترفين مطلع شهر آب (أغسطس) المقبل، بإقامة المسابقة وفق نظام المراحل الثلاث، حيث يخوض كل فريق 27 مباراة بدلا من 22، في خطوة تهدف إلى تعزيز التنافسية ورفع عدد المباريات، حسب أقوال الاتحاد الذي يؤكد أن الإستراتيجية الجديدة تهدف إلى تطوير المسابقة من خلال نظام يُحدث نقلة نوعية، ويساهم في رفع مستوى التنافس ويدعم تعزيز جودة البطولات وقوتها.

ووفق النظام الجديد، يلعب كل فريق المرحلتين الأولى والثانية في الدوري وفق نظام الذهاب والإياب على أرضه وأرض المنافس بالتناوب، فيما يُحدد مكان المرحلة الثالثة عن طريق القرعة، ويغادر آخر فريقين في الترتيب العام بعد جمع كافة النقاط التي نالها كل فريق في المراحل الثلاث، إلى الدرجة الأولى.

وستقام بطولة درع الاتحاد من دون لاعبي المنتخبات الوطنية خلال فترات التوقف الدولي، حيث تبدأ الأولى يوم الأول من شهر أيلول (سبتمبر) وتستمر لغاية التاسع من الشهر نفسه، وتقام الثانية خلال الفترة من السادس ولغاية الرابع عشر من شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وستكون فترة التوقف الثالثة هذا العام خلال الفترة من العاشر ولغاية الثامن عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وينتظر أن تبدأ منافسات بطولة كأس الأردن خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، عبر إقامة الأدوار التمهيدية، ولم يحسم الاتحاد حتى الآن الفرق المشاركة في المسابقة، حيث عمل الاتحاد في الموسم الماضي، وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة، على إجراء تغييرات جذرية على نظام البطولة، وتم اقتصار المشاركة على أندية المحترفين، والفريقين الهابطين في الموسم قبل الماضي، سحاب والجليل، والفريقين الحاصلين على المركزين الثالث والرابع في دوري الدرجة الأولى الدوري قبل الماضي، السرحان والعربي، وبدأت منافسات البطولة من دور الـ16.

كما يدرس اتحاد الكرة حاليا استحداث تقنية الفيديو المساعد "VAR"، التي تأتي في مقدمة أولويات الاتحاد، حيث يتم البحث عن آلية تأمين تكلفتها المالية، والتي تبلغ حسب مصدر في الاتحاد نحو مليون دولار.

وتتجه الأنظار في الشارع الرياضي إلى قرارات منتظرة من اتحاد كرة القدم بالتعاون مع وزارة الشباب، حول خصخصة الاتحاد والاستعانة بشركات ورجال أعمال لإدارته، وهذا ما أكده نائب رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة مروان جمعة، خلال اجتماع مع لجنة الشباب والرياضة والثقافة النيابية قبل فترة بسيطة، تناول ضرورة تعديل الأنظمة والتشريعات لمواكبة التوجه الوطني نحو خصخصة الأندية، بعد انتهاء مشوار المنتخب الوطني في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 2026.

بدورها، أوضحت الأمين العام لاتحاد الكرة سمر نصار، خلال الاجتماع أيضا، أن الرؤية الملكية رسمت خريطة طريق واضحة لدعم المنتخب الوطني، من خلال كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالة الملك عبدالله الثاني لحكومة د. جعفر حسان، والذي تضمن خطة متكاملة الأركان لدعم قطاع الرياضة.

وأضافت نصار أن الاتحاد وضع قبل عامين إستراتيجية شاملة ترتكز على التمكين المالي والإداري، وتحقيق الاستدامة المالية من خلال استراتيجية تجارية وتسويق رياضي يعزز موازنة الاتحاد، مؤكدة أن الاحتراف في كرة القدم يتطلب موارد مالية كبيرة وتعاونا مؤسسيا شاملا لتقوية البنية التحتية ودعم المنتخبات الوطنية.

ويقابل ذلك الكثير من التساؤلات حول قدرة الأندية على تجاوز التحديات التي تراكمت في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها الأزمة المالية التي باتت تمثل القاسم المشترك بين معظم الفرق. 

ورغم محاولات الاتحاد إضفاء طابع احترافي أكثر على شكل المسابقات، إلا أن الواقع الاقتصادي الصعب يبقى حجر عثرة في طريق تطور اللعبة بشكل مستدام.

ويأتي الموسم الجديد بتغييرات تنظيمية واضحة، أبرزها تثبيت عدد فرق دوري المحترفين عند عشرة أندية، وهو ما اعتبر خطوة تهدف إلى تقليص النفقات ورفع المستوى الفني من خلال تركيز الموارد على عدد أقل من المشاركين، ورغم هذه الجهود، فإن المعاناة المالية تظل العنوان الأبرز خلف الكواليس. 

معظم الأندية تعاني من تراكم الديون، وتأخر صرف المستحقات المالية للاعبين، وغياب الرعاة المؤثرين، وبعض الفرق بدأت الموسم الماضي بميزانيات تشغيلية محدودة بالكاد تكفي لتغطية الرواتب والتنقلات، وهو ما أدى إلى اضطرابات في الأداء الفني وانعكاسات سلبية على الاستقرار الإداري. ومع غياب دعم حكومي مباشر وقلة الاستثمارات الخاصة، تجد إدارات الأندية نفسها مضطرة للاعتماد على التبرعات والمساهمات الشخصية، وهو ما لا يوفر بأي حال بيئة صحية للنمو أو التنافس الحقيقي.

ويتطلب نجاح الموسم المقبل من اتحاد كرة القدم تهيئة بيئة تنظيمية أكثر كفاءة، من خلال جدولة مدروسة للمباريات، وزيادة التواصل مع الجهات الرسمية والمؤسسات الاقتصادية لجذب الرعاية، إضافة إلى إطلاق مبادرات لتحفيز الحضور الجماهيري، الذي كان دون الطموحات في المواسم الأخيرة، أملًا في أن تُسهم هذه الجهود في تخفيف العبء عن الأندية، ولو جزئيًا، إلى حين إيجاد حلول جذرية ومستدامة لأزمة التمويل.

ورغم هذه التحديات، ما يزال التفاؤل حاضرا لدى جماهير الكرة الأردنية التي تنتظر موسما أكثر إثارة، خصوصًا مع اقتراب حلم الأردنيين بالتأهل لمونديال 2026، مدفوعة بحبها العميق للأندية وتاريخ المنافسة في الملاعب الأردنية، ويرى كثيرون أن الضغط المالي قد يكون دافعًا لإظهار مواهب شابة واعدة قد تغير ملامح المشهد الكروي، خصوصا مع اتجاه بعض المدربين لإعطاء الفرصة لأبناء النادي عوضًا عن التعاقدات المكلفة.

الموسم الكروي المقبل، لن يكون فقط اختبارا فنيا للفرق، بل هو أيضا اختبار لقدرة المنظومة الكروية على التكيف مع أزمات الواقع، وإثبات أنها قادرة على التقدم حتى في ظل موارد محدودة. 

وفي وقت تبدل فيه محاولات تنظيمية للنهوض بالمستوى، يبقى مفتاح النجاح الحقيقي في مستقبل أكثر استقرارا ماليا للأندية، يضمن استدامة الأداء ورفع سقف الطموحات محليا وخارجيا.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير