لماذا غاب الملك عبدالله عن قمة بغداد؟

الدكتور محمود عواد الدباس

1/3

ربما أنها من المرات القليلة جدا  التي يغيب فيها الملك عبدالله الثاني عن حضور إحدى مؤتمرات القمة العربية، بحسب ذاكرتي الشخصية. في هذه المرة، وفي قمة بغداد، تم خفض مستوى التمثيل السياسي الأردني في أعمال القمة العربية، فحضر رئيس الوزراء ولم يحضر الملك. ما هي الأسباب؟ هل أنها تعود إلى الأخبار المسبقة عن وجود انخفاض كبير في مستوى التمثيل السياسي لعدد من الدول العربية في أعمال قمة بغداد؟ فكان القرار الأردني منسجمًا مع ذلك التوجه العام.هل أن السبب الحقيقي أن القمة العربية تعقد في بغداد التي تخضع لنفوذ إيراني؟ هنا كان القرار هو الحفاظ على التمثيل السياسي في حضور القمة، لكن مع خفضه من رئيس دولة إلى مستوى رئيس وزراء أو في حالات أخرى إلى مستوى وزير خارجية. بكل تأكيد، أن كل هذه الأسئلة هي بدون إجابات قطعية؟

2/3

في البحث عن مزيد من الأسباب في غياب الملك عبدالله عن أعمال القمة العربية في بغداد، فهل السبب مرتبط بأعمال القمة السابقة التي عقدت في مارس في مصر؟ أذكر أن الملك في تلك القمة قد غادر أعمال القمة بعد إلقاء كلمته، مع أن أعمال القمة كانت مستمرة. في تلك القمة، خفضت دول عربية ثقيلة مستوى تمثيلها السياسي في أعمال القمة العربية. ربما أن ذلك قد أزعج الملك في حينها، لذلك غادر أعمال القمة السابقة مبكرًا. هل يمكن أن نفكر في أسباب أخرى تخص القمة السابقة، منها وجود انقسام عامودي داخل توجهات الدول العربية بما يخص كيفية حل أزمة غزة؟ من حيث أن دولًا عربية متشددة تريد من القمة مواقف محددة في حل أزمة غزة، لذلك خفضت تمثيلها السياسي في قمة القاهرة. في ذات الاتجاه، هل أن عدم قدرة قمة القاهرة على إيقاف مأساة غزة منذ ثلاثة أشهر هو السبب في خفض مستوى التمثيل السياسي للدول العربية في حضور قمة بغداد؟ بكل تأكيد، هذه أسئلة أخرى، لكن بدون إجابات قطعية؟

3/3

ختامًا، على مدار العقود الماضية، كان الأردن الأكثر التزامًا في حضور مؤتمرات القمة العربية على مستوى رأس الدولة، فهي تعكس الجدية ووحدة الصف. في هذه المرة، تم خفض مستوى التمثيل السياسي. لعلها رسالة احتجاج أردنية هادئة إلى جميع الدول العربية بضرورة إعادة رفع مستوى التمثيل السياسي في حضور القمة، فتكون على مستوى رؤساء الدول العربية، حينذاك سيحضر الملك، أو بقاء حالة خفض مستوى التمثيل السياسي فيها، وحينذاك سيحضر رئيس الوزراء أو وزير الخارجية؟