النسخة الكاملة

مهنية الإعلام الأردني تُزعج «بلا حدود»

الإثنين-2025-05-05 10:22 am
جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي

في كلّ مرة تصدر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» تقارير أو استطلاعات، نتفاجأ بوقوفها في صفّ دول عالمية بشكل ملاحظ، تبقيها دوما في مكان الإيجابية، والنموذجية، دون تراجع، أو حتى بقاء في ذات الدرجة إنما في حالة تقدّم دائم، على الرغم من علنية تراجع هذه الدول تحديدا في موضوع الحريات، التي تجاهر بسلبياتها وتقمع الحريات وتخنق الرأي الآخر، وتقصي من يقف ضد سياساتها، وتغيّر الحقائق لصالح مصالحها ورواياتها، في حين تجعل من الدول التي تقدّم الحقيقة كاملة وفقا لأعلى درجات المهنية والمصداقية، دولا متأخرة، حدّ الشفقة على تراجعها في الحريات!!!.

بالأمس خرجت «مراسلون بلا حدود» ولم يخطئ من اختار لها هذا الاسم، فهي بلا حدود في الكثير من الضوابط المهنية، خرجت بتقريرها السنوي حول مؤشر الحريات للعام الماضي 2024، تاركة لدول جعلت من الحريات اكسسوارات للتباهي دون أن تطبق من جوهرها شيئا، تحديدا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يحدث من حرب إبادة على غزة، وتبنت الرواية الإسرائيلية، دون أن تمنح الحق الفلسطيني أي سطر في إعلامها، تركت لهذه الدول المواقع المتقدّمة في الحريات مغمضة عين الحقيقة والعدالة عن كافة تشوهات وسائل إعلام هذه الدول وجعلتها دولا تتمتع بحريات عالية ، فيما وضعت الدول العربية في ذيل قوائم الحريات.

والغريب بذلك أن وجهة نظر «بلا حدود» لم تتغير منذ عشرات السنين عن الدول العربية، فهي قناعة مطلقة، غير قابلة للتغيير، على الرغم من أن دولا كثيرة قطعت أشواطا واسعة في موضوع الحريات، لكن من الواضح أن رؤية هذه المنظمة مصابة بقصور عند مرورها على الخارطة العربية، مستخدمة في وصف واقع الحريات العربية مفردات حقيقة أصابتني بالذعر والخوف!!!.

تقرير موجّه لا يمكن قراءته بعكس ذلك، فعندما يتحدث عن تراجع للحريات في الأردن، ونحن نعيش في بلد سقف حرياته السماء، أمر يؤكد استهداف الأردن حامي الكلمة والحريات، على الرغم من أن الأمر ليس ببعيد على «بلا حدود» استهداف الأردن بهذا الشكل، فالأردن فضح الرواية الإسرائيلية وواجه السياسة الأمريكية في رفض التهجير والتأكيد على الثوابت والمواقف الأردنية التي نقلها الإعلام الأردني بكل مصداقية وشفافية كل ذلك يزعج كل قلم وكل عقل موجّه لدول لا ترى بهذا الخطاب والرسائل خدمة لمصالحها، فحقيقة ليس مستغربا أن نقرأ ما تضمنه تقرير هذه المنظمة بشأن الأردن.

يُزعج الإعلام الأردني «بلا حدود» بل يقلقها، هذا الإعلام الذي وقف بكل مصداقية ومهنية مع الحقيقة التي تحدث في غزة، ناقلا الحرب على أهلنا في غزة بكامل تفاصيلها، وكما هي بحقائقها كاملة، بمصداقية وضمير مهني ووطني، لم يقدم سوى الحقائق، وهذا بطبيعة الحال أنتج موقفا سلبيا تجاه الإعلام الأردني وتجاه الأردن، ليخرجوا بتقريرهم مسجلين تراجعا بحريات الإعلام الذي حمى الحقيقة ونقلها بأعلى درجات الأمانة المهنية.

واصل الإعلام الأردني كما هو تاريخيا تقديم واقع الحال كما هو في فلسطين وغزة، بكل مصداقية، ونقل الحرب على غزة بأعلى درجات المهنية، قابضا على مواثيق شرف المهنة، بكل ما يُنقل، وفي الحقيقة دوما تكذيب للرواية الإسرائيلية، التي كشفها الأردن إعلاميا بكافة تفاصيلها، كما وقف بلغة واضحة ضد سياسات الإدارة الأمريكية بشأن التهجير، وتصفية القضية الفلسطينية، ليجني بذلك تراجعا في حرياته، هذه الحريات التي واجهت ادعاءات وأكاذيب إسرائيل، فقد أزعجتهم!!!!.

لست مع الأخذ بمثل هذه التقارير على محمل «حتى القراءة» لكن حقيقة استوقفني تكرارها لذات النهج، بإصرار على منح دول ارتكبت ضد الحريات كبائر مهنية، مواقع متقدمة في مؤشرات «حرياتها»، وتعاقب من يقف مع المهنية والحقائق بتراجع مؤشرات «حريتها»، فهي مهنية الإعلام الأردني التي تُزعجهم!!!

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير