النسخة الكاملة

الدباس يكتب: الأردن عصيٌّ على الانكسار.. والخيانة إلى مزابل التاريخ

الأربعاء-2025-04-16 10:05 am
جفرا نيوز -

هو الأردن، الوطن الذي لا ينام، والقلعة التي ما انفكت ترفع رايات المجد فوق هام الأزمات. هو الحمى الهاشمي الذي تتكسر عند أسواره خناجر الغدر، وتتلاشى على تخومه سموم المتربصين. نعم، كنا نعيش في قلب جائحة كورونا، والعالم منشغل بالنجاة من موتٍ خفي، فيما خفافيش الظلام كانت تحيك في الخفاء مؤامرة أوغل من كل وباء، تستهدف أمننا، وتراهن على لحظة غفلة منّا.

لكنهم نسوا أن في الأردن رجالاً لا يغفلون، عيونهم لا تنام، وأرواحهم تسبق رصاصهم حين يتعلق الأمر بحماية الوطن. رجال المخابرات العامة، أولئك "فرسان الحق”، كانوا هناك حيث لا يراهم أحد، يرصدون، ويتتبعون، ويحبطون، ويبنون السدّ المنيع بيننا وبين كل يد خبيثة.

صدمتنا لم تكن من حجم المخطط فقط، بل من هوية من خطط له. أولئك الذين طالما احتضنهم الأردن، ومنحهم مساحة منبر وصوت، بدافع النخوة لا الضعف، بدافع الكرم لا القبول. لكنهم خانوا الضيافة، وتطاولوا على اليد التي امتدت إليهم. صنعوا صواريخ، وركّبوا المسيّرات، وخططوا لتجنيد ضعاف النفوس، متناسين أن الأردني ليس خنجراً في خاصرة وطنه، بل هو درع، وولاءه لا يُشترى.

أساؤوا الفهم، فاعتقدوا أن صوت الأردني الغاضب في الساحات هو نقمة على الوطن، لا غيرة عليه. لم يدركوا أن الأردني حين يطالب، فهو يُصلح، لا يُهدّم، وحين يحتج، فهو يحمي لا يخون. خانوا، لكن على الجانب الآخر، كان هناك رجال لا يخونون. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكشفوا المخطط، وأطفأوا نيرانه، ووقفوا في وجه كل من ظن أن الأردن ساحة مستباحة.

ولم تكن رسالة جلالة الملك عبد الله الثاني حين قال "عيب عليكم” إلا صفعة في وجه الخونة، ونداءً لكل أردني حر بأن الوطن لن يُخذل، طالما أن فيه شعباً يقف خلف قيادته، وجيشاً يحمل سلاحه بيمين، والبيعة بقلبه.

مرةً أخرى، يثبت الأردن أنه دولة عصية على الكسر، محروسة برعاية الله، ومصانة بدماء أبنائه الأوفياء. وما هذه المحاولة الدنيئة إلا واحدة من سلسلة مؤامرات أحبطناها في الماضي، وسنحبط غيرها إن فكروا بالعودة.

لا مبرر لخيانة الوطن. لا عذر لمن يبيع الأردن لأوهام أسياده في الخارج. من يظن أن الكلمات المنمقة ستُخفي نواياه السامة، فهو واهم. الأردن لا يخدع، ولا يُخدع.

ختامًا، هذا وطن لا تُطفأ شعلته، ولا تُهزّ رايته. سيبقى الأردن واحة أمن وأمان، كما أراده الهاشميون، وكما يريده كل من في عروقه دم أردنيّ أصيل. عاشت العيون الساهرة، وعاش الجيش العربي، وعاش الأردن قويًا، شامخًا، لا يركع.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير