لا تنحصر زيارة الدكتور جعفر حسان، التي يبدأها اليوم إلى واشنطن وتستمر لثلاثة أيام، في «عنوان بعينه»، ذلك أن العنوان الأبرز هو «العلاقات الأردنية الأمريكية» التي تمتد لأكثر من سبعة عقود، والتي تواصلت خلالها اللقاءات والزيارات المتبادلة، وجميعها تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
تاريخيًا، تميزت العلاقات الأردنية الأمريكية، التي أرسى قواعدها الراحل جلالة الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، ولا زالت العلاقات مستمرة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، تميزت هذه العلاقات بالاحترام المتبادل والارتكاز إلى مصالح مشتركة متبادلة بين البلدين، وفي العديد من القطاعات والقضايا السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية وغيرها.
العلاقات الدبلوماسية الأردنية الأمريكية، التي تأسست في العام 1949، نجحت طوال تلك السنوات بأن يتجاوز التعاون الاستراتيجي والشراكة العميقة والتاريخية بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، تبدلَ وتغيرَ الإدارات الأمريكية.
من هنا، تأتي أهمية الزيارة التي يبدأها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان للولايات المتحدة الأمريكية اليوم، إضافة إلى أنها تأتي كمتابعة حثيثة لزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما تأتي في سياق برنامج حكومة الدكتور جعفر حسان المرتكز على رؤى إصلاحية سياسية واقتصادية وإدارية.. ومثل هذه الزيارة، لا شك بأنها ستطال في محادثات ولقاءات رئيس الوزراء أولويات تلك الرؤى التي تستهدف رضا المواطن وتحسين معيشته من خلال البناء على العلاقات التاريخية السياسية والاقتصادية بين البلدين.
تاريخيًا، يُعدّ الأردن من الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط منذ ستينيات القرن الماضي، عندما اعتبرت الولايات المتحدة أن الأردن من الدول التي تنتهج نمط التبادل التجاري الحر وتحظى بمعاملة الدول الأكثر رعاية ضمن ترتيبات الاتفاقية العامة للتعريفة التجارية، وقد بلغت العلاقات الاقتصادية بين البلدين أوجها عند تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين في أواخر عام 2001، والتي كانت ثالث اتفاقية تجارة حرة توقّعها الولايات المتحدة على المستوى الدولي، والأولى على مستوى الوطن العربي.
علاقة الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية، لأكثر من 75 عامًا، تجسدها العديد من الاتفاقيات الثنائية، فالولايات المتحدة تُعد من الشركاء الرئيسيين الاقتصاديين والعسكريين للأردن. كما يُعتبر الأردن أحد الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، ولذلك، وبناءً على الأهداف الاستراتيجية المشتركة وعلاقة العمل الوثيقة، تم تصنيف الأردن كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو من قبل الولايات المتحدة في عام 1996.
باختصار: زيارة الدكتور جعفر حسان لواشنطن زيارة مهمة في وقت مهم، وهي تأكيد على العلاقات الأردنية الأمريكية المستمرة والمتواصلة، لما يحقق دائمًا المصالح المشتركة للبلدين.