في الذكرى السابعة والخمسين لمعركة الكرامة

نستذكر الذكرى السابعة والخمسين لإنتصارنا على الكيان الغاصب يوم ٢١ من شهر مارس من كل عام العبر والمآلات التي توّجت بالنصر بالدم لشهداء الجيش العربي المصطفوي والسلاح الذي كان مفعوله الإرادة والحق في وجه الغطرسة والهمجية الصهيونية اتجاه المنطقة ، فالأسماء والشواهد كثر والمقالات والأحاديث عن تلك الواقعة في بطون كُتبنا وصفحات التاريخ سجلت هذا العز للأردن العصي على اعدائه واعداء قضاياه وباكورتها القضية الف ل س ط ي نية .

أتعرض في هذا المقال لإستذكار حالة الوعي التي انشأت هذا النصر ، فليس بقصص تسرد من خيال بقدر ما صحب هذه المعركة من وعي سياسي عميق ووطنية بمرتبة الشرف تستمد من شعب يعي حقيقة وضرورات هذه المعركة وما لها من دوافع وجيش مسلح بعقيدة ثابتة لحماية الأرض المباركة وان كان الثمن اجمله في سبيل الوطن ، نستذكر البوريه والبندقية وكلمات المغفور له الحسين ونستذكر وداعات الأهل لأفراد وضباط الجيش ونستذكر الدولة بأرضها وشعبها وقيادتها التي اجتمعت على الحق وللحق هذه ليست تراجيديا مسرحية بقدر ما تمثله من واقع الوعي الجمعي لأمّتنا في التصدي والصمود والتصميم على النصر ، فإرادة جيشنا العربي المصطفوي تستمد من إرادة الحق جل في علاه في إعلاء راية الحق والذود عن الأوطان اتجاه المعتدين الغاصبين ، رحم الله الشه~يد مشهور الجازي ورحم الله والدي فكان لهما شرف المشاركة في هذه المعركة العظيمة في تاريخ الأردن وما كان من ارث يورث من البواسل في حب الأوطان لإبنائهم بالثبات على اركان الانتماء دون تلون ولا تكسب ولا ما يحزنون فالثوابت واضحة وخطوط الوجدان فينا حمراء في اردن عزيز منيع بقيادته الهاشمية وشعبه الأبي وجيشه القوي ولكم في ابناء الشهدااء خير دليل فها هما بمقام الأخوين الدكتور إبراهيم والدكتور عمر ابناء الشه~يد ما زالوا ثابتين لم يتلونو ولم يحيدوا عن مبادئ الكرامة.

وشكلت معركة الكرامة برجال الكرامة السد المنيع اتجاه الأطماع الصه~يونية التي لم تندثر بأيدولوجيتهم المبنية على افكار يمينية متطرفة تستمد قيمها من خرافات توراتية مزعومة لنراها الآن في هذه السنوات في أوجها اتجاه ف ل س ط ي ن وما يصرح به اتجاه الأردن ودول المنطقة وبرعاية الإدارة الترامبية كنظام صفقة هنا وربح هناك وتسويات لطاولات قوى دولية .

إيماني التام ان كل ما يحدث فيه لنا من العبر ما نستحضره من مواقف راسخة ومبادئ لا تقبل المساومة اتجاه الوطن واتجاه ف ل س ط ي ن لنزيد الثبات ثبات وهذا جلي أمام كل متهكم.

فما بين معركة بدر وذكراها المصادف السابع عشر من رمضان ومعركة الكرامة التي تصادف غدا وما بينهما من أوجه الشبه في الثبات على الحق ونصرة للدين والمبدأ لنجدد التأكيد على ثوابتنا الوطنية وقيمنا الإسلامية والعربية اتجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية .

رحم الله شهدااء الجيش العربي

ورحم الله والدي

وحفظ الله اردننا العزيز وشعبه العظيم وقيادته الحكيمة ودعواتنا لمؤسسة الجيش بالتقدم والازدهار

ونسأل الله النصر ل ف ل س ط ي ن وشعبه