النسخة الكاملة

الأردن.. صخرة الثبات في وجه المؤامرات ورسالة شعب لا يساوم

السبت-2025-02-15 03:19 pm
جفرا نيوز -
الدكتور أمجد عودة الشباطات.

منذ نشأته، ظلَّ الأردن صخرةً تتكسَّر عليها المؤامرات، وسدًّا منيعًا يحمي حقوق الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. لم يكن موقفه يومًا إلّا واضحًا وثابتًا، لا يخضع للمساومة ولا يقبل التأويل: فلسطين لأهلها، والأردن للأردنيين، وأي محاولة للمساس بهذه الحقيقة مرفوضة جملةً وتفصيلًا. لقاء الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن سوى استمرارٍ لهذا النهج الراسخ، حيث يواصل الأردن دوره في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وإرساء مواقفه التي لم تتبدَّل مهما تغيَّرت الظروف وتبدَّلت الأزمنة. ورغم هذا الوضوح، لا يزال هناك من يحاول العبث بالحقائق، وتأويل الأمور بما يخدم مصالحه، ساعيًا إلى زرع الشكوك وتأجيج الجدل، ظنًّا منه أن الأردنيين قد يغفلون عن مقاصده الخفية.

خروج الأردنيين اليوم لاستقبال مليكهم لم يكن مجرد بروتوكول رسمي أو تعبيرًا عن الولاء وحسب، بل كان موقفًا شعبيًّا صارخًا يحمل في طياته رسائل عدَّة. لم تكن الحشود التي ملأت الشوارع تهتف فقط حبًّا ووفاءً للقيادة، بل خرجت لتعلن بوضوح أن الأردن ليس ساحةً للمقايضات، وأن فكرة تهجير الفلسطينيين أو التلاعب بالتركيبة السكانية للأردن ليست سوى أوهام في عقول من يجهلون حقيقة هذا الوطن.

الأردنيون ليسوا متفرجين على ما يُحاك في الغرف المغلقة، بل هم شركاء في صناعة مستقبلهم، وهم صُنّاع القرار حين يتعلق الأمر بهويتهم وسيادتهم. عبر التاريخ، أثبت الأردنيون أنهم صمَّام الأمان في وجه كل من حاول المساس بوطنهم، وأنهم خط الدفاع الأول عن ثوابت الأمة. من يظن أن صبرهم ضعف فهو واهم، ومن يعتقد أن الأردن سيتنازل عن ثوابته فهو يجهل أن هذا الوطن قد بُني على التضحية والوفاء، وأنه محروس بسواعد أبنائه ووعيهم الذي لا يخضع للتضليل.

وعند كل منعطف، لسان حال الأردنيين كما قال الشاعر:

"لا هبّت هبوب النود فزوا هلي
سروج المهار مطرّفة للخطر”

الأردن اليوم، بقيادته وشعبه، يثبت مرةً أخرى أنه وطنٌ عصيٌّ على الانكسار، وشعبه لا يعرف الخضوع. رسالته واضحةٌ لمن أراد أن يفهم: نحن العباءة التي تحمي وتدعم، ونحن الرافعة التي تُصلح اعوجاج الفهم السقيم، ولن نسمح لأحد أن يفرض علينا واقعًا لا نرتضيه.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير