جفرا نيوز -
بشار جرار
في مناسبات كثيرة لم تبدأ ولن تنتهي بزيارة وزيرة خارجية ألمانيا -العضو كتركيا- في الناتو، العبرة في القيام بالمهام التي تلبي حقوق وتطلعات سوريانا الحبيبة. السلام هو المهم بالنسبة لجار شقيق وأخوة تربطنا بالكثير منهم روابط الدم، الدم الذي لا يصير ماء كما في الأمثال الشعبية. قد تتبدل المصالح وتتغير السياسات، قد تتفاوت قراءتها للتاريخ أو العقائد، لكن الجغرافيا ومن قبلها الأخوّة والخؤولة ثابتة ثبات جبال الشراه والساحل والشيخ.
القارئ في الإنثروبولجيا والسوسيولجيا يدرك أن الأمم والثقافات عرفت وسائل كثيرة للتعبير عما في قرارة أنفسهم من مشاعر ومواقف. دأبتُ أيام الدراسة على متابعة مجلة «فوكَس»، جمالها ووقارها في تنوع موضوعاتها لدرجة أنها كرست أربع صفحات من نحو ثلاثين لموضوع واحد هو سلام الأمم والشعوب والقبائل عبر التاريخ بين ما يخلو من التلامس كالاكتفاء بإيماءة أو ابتسامة أو إشارة باليد أو الذراع، وبين المصافحة بأشكال عدة باليدين –»مْخامَسة» أو بأطراف الأصابع، وبين ملامسة الكتفين أو الأنفين أو العناق والقبلات، على الوجنتين أو إحداها أو الجبين، الكتف، اليد أو الخاتم الذي في إصبع البنصر أو الخنصر!
لكل ما سبق دلالاته، لكن العبرة هي في حسن قراءة الوجوه، وأخطرها أولئك الذين يوزعون ابتسامات بخبث ويتضاحكون بغدر، فيما تعرف بالضحكة الصفراء. أما أكثرها استعصاءً على الفهم، فهو ما يعرف بالثقافة الأمريكية بوجه لاعب البوكر، إحدى أشهر ألعاب الورق والأكثر رواجا بين «القمرجيّة» أي مدمني القمار والعياذ بالله. صاحب الـ «بوكر فيس» هو الأصعب تعاملا خاصة إن كان مفاوضا، حيث لا يمكن توقع الأوراق في يديه إن كانت خاسرة أم رابحة مما يترك الخصم أو المنافس في حيرة من أمره تدفع به إلى المقامرة التي عادة ما تنتهي بالخسارة، عاجلا أم آجلا، بعد ثلاث سنوات أو أربع سنين!
ما علينا كما يقال، فما يعنينا السلام.. وصدق إخوتنا في مصر الحبيبة «كتر السلام يِئلّ المعرِفة»!! المعروف عن سورية وألمانيا أنها من البلاد العريقة التي عانت من ويلات الحكم المستبد أكثر من معاناتها من الفساد. وكلا البلدين -الشقيق الجار والصديق الحليف- لهما في الأردن وجه واحد لا يقول إلا ما يرضي الله، إما حقا وخيرا، وإما سلاما.. ذلك السلام الذي يقوم على الحكمة والمحبة والشراكة فيدوم..