النسخة الكاملة

تركة ثقيلة وأزمات مفتوحة

الأحد-2025-01-05 11:52 am
جفرا نيوز -
د.عبدالحكيم القرالة

مضى عام 2024 بكل تفاصيله واحداثه المؤلمة وأزماته المعقدة في منطقة الشرق الاوسط في ظل تسيد الاقتتال والعنف والاجرام للمشهد الاقليمي ما خلف ظلالا ثقيلة على الجميع خصوصا الاشقاء الفلسطينين الذي عانوا الامرين في ظل جرائم الحرب والابادة الاسرائيلية .

من سوء الطالع ان هذا العام طويت صفحت لكن أزماته بقيت مفتوحة دونما انهاء فخلف تركة ثقيلة على العام الجاري دون معرفة هل سيكون هذا العام تتمة وتكرار للمنصرم بكل احداثه؟ام ستنتهي وتطفئ كل هذه النيران ؟ام تتمدد وتتوسع وتكبر كرة اللهب؟ تلك أسئلة كبيرة تحتاج الى اجابات عميقة ومسؤولة من جميع الاطراف المعنية .

بالمجمل كان عاما قاسيا على المنطقة بكل المقاييس،، اكلاف انسانية واقتصادية وامنية باهظة خلفتها تلك الازمات والاخطر انها فتحت الباب على مصراعيه لمزيد من تمدد الصراع وارتداته على جميع دول المنطقة في ظل اطماع واجندات ومصالح متضادة ومتضاربة هنا وهناك .

بجردة حساب موضوعية كانت القضية الفلسطينية الخاسر الاكبر فهي تمر بأخطر منعطف في تاريخها في ظل تواجد اليمين المتطرف الذي يحمل اهداف واجندات خبيثة تستهدف انهائها و تصفيتها برمتها عبر الاستمرار بالبطش والعنف وجرائم الحرب والابادة والتهجير ،ناهيك عن اطماعه التوسعية والاستيطانية التي تستهدف وأد حل الدولتين

الاردن،، كان الاكثر وضوحا وقوة واستشرافاً لقاء ما يجري فكانت الدبلوماسية الناجعة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني الاكثر دقة ووواقعية وثقة وما حذرت منه مرارا وتكرار اوصلنا الى هذا الحال الصعب ،وبقي ثابتا على مواقفه الراسخة تجاة قضايا امته دونما تلكؤ او تردد أو تقصير فكان على العهد كما هو دوما .

وبالتوازي لم تسلم دول عربية من تبعات هذه الفوضى التي طالت شراراتها الجميع ولم يسلم احد من تبعات هذا العنف المتمدد والذي لطالما كانت الدبلوماسية الاردنية تحذر من مغبة انفلات الامور من عقالها وصولا لاقدر الله الى حرب اقليمية شاملة تطال تداعياتها الجميع .

دولياً،، لا يختلف إثنان على أن الشرعية الدولية سقطت في اختبار غزة وما يجري للاشقاء من عنف واجرام ممنهج من قبل الة الحرب الاسرائيلية دونما ان تحرك ساكنا فتم كل ذلك على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وسط صمت مطبق حيال ما يجري فالتقصير كان سيد المشهد ولم تفعل القوانين والمواثيق والمؤسسات الدولية ولم تقم بواجباتها القانونية والانسانية ولا حتى الاخلاقية .

اجمالا،، مضى عام 2024 واتى 2025 محملا بتركة ثقيلة من الملفات الشائكة والمعقدة والتي تمس امن واستقرار المنطقة وتشكل خطرا على الامن والسلم الدوليين ما يتطلب وقفة جادة عبر توفر ارادة دولية جامعة وقوية ومسؤولة لاطفاء نيران هذه الازمات وانهائها عبر العودة الى الشرعية الدولية والاحتكام للقانون الدولي ليكون القانون سيد المشهد وغير ذلك سيجعلنا ندور في دوامة العنف الى مالا نهاية ........
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير