النسخة الكاملة

الأردن وسياساته الخارجية.. صيغة نادرة

الأحد-2025-01-05 10:32 am
جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي

 لا يختلف اثنان على نموذجية السياسات الأردنية الخارجية، بقيادة حكيمة وتوجيهات هامة من جلالة الملك عبد الله الثاني، فلم يكن يوما بمكان سلبي تجاه أي قضية، أو ملف عربي ودولي، فكان في المكان الصحيح، وقدوة يمتثل لمواقفه كثير من دول العالم، وحدث ذلك في كافة المستجدات والأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم.

ليس قولا في غير مكانه، إنما حقيقة مجسدة بالكثير من المواقف أحدثها موقف الأردن المتقدّم من التغييرات في سوريا الشقيقة، حيث وقف موقفا معلنا منذ اللحظات الأولى تأسست على دعم سوريا والشعب السوري، ومدّ يد العون الإنساني لهم منذ بدء هذه المرحلة الانتقالية، التي وقف كثيرون على مفترق طريق الحسم حيالها، ليكون الأردن أول من أعلن موقفه المتقدّم كونه ينطلق من ثوابته السياسية والدبلوماسية والإنسانية، والأخوية مع الأشقاء العرب.

السياسات الأردنية بالتعامل مع قضايا المرحلة، تعدّ نموذجية ولا نجافي الحقيقية إذا ما قلنا إنها رافعة لكل موقف إيجابي يدعم استقرار المنطقة والعالم، يرتكز على مبادئ الأخوة والسلام والأمن، وتقديم كل ما من شأنه مساعدة وعون الأشقاء، بعيدا عن أي مواقف وآراء سلبية يكون لها أي أبعاد لا تخدم الصالح العربي العام، ولم يخف يوما ثوابته إنما كان أول من يُعلن عن مواقفه فهي مؤسسة على توجيهات وثوابت واضحة طالما كانت نهج عمل للعالم ولو بعد حين.

ما يجعلني أكتب بهذا الشأن، تفوّق الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك في تعامله مع كافة مستجدات وأحداث المرحلة، وكان في مقدمة من يعين ويساعد، وواحة أمن وسلام للباحثين عن السلام، وكان أول من يمدّ يد العون والمساعدة الإنسانية لطالبيها، وبرز ذلك في الحرب على أهلنا في غزة فلم يترك مجالا إلاّ وقدّم من خلاله العون للأهل في غزة، وتابعنا موقفه من الحرب على الشقاء في لبنان والسرعة بمد يد العون لهم، وكذلك اليوم نشهد حالة سياسية متقدمة مع التغييرات في سوريا، لنصل لحقيقة واضحة أن الأردن عميق بمواقفه السياسية في التعامل مع كافة قضايا المرحلة، وأن عنوان شأنه السياسي الحفاظ على أمن وسلامة الأشقاء مع احترام خصوصية الدول واختيارات شعوبها.

مصدر فخر حقيقي تعامل الأردن مع قضايا المرحلة، فكل ما نتابع ونشاهد وربما خلال الفترة الحالية نرى ونتابع التعامل مع التغييرات السورية، نجد أن الأردن مختلف لجهة النموذجية السياسية، ومواقفه رائدة سياسيا وإيجابية تتسم بنضج سياسي لا مثيل له، في جعله نموذجا حتما سنصل لواقع سياسي متقدّم وعالم يعيش سلاما حقيقيا، يهنأ به شعوب العالم بالأمن والسلام والاستقرار الذي بات حقيقة البحث عن وصفة مؤكدة لجعل ذلك ممكنا ضربا من ضروب الأماني، وحاجة ماسة يرى بها كثيرون صعبة المنال.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير