جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في دمشق، رسالة أردنية واضحة، بموقف مُعلن ومتقدّم، يكمل به الأردن جهوده الرامية لاستقرار سوريا، ووحدة أراضيها، وسيادة أراضيها، ليس هذا فحسب، إنما إعلان واضح وتأكيد على ان الأردن سيدعم سوريا في انطلاقتها الجديدة لبناء دولة حرة مستقلة كاملة السيادة، لا إرهاب فيها ولا إقصاء وتلبي طموحات جميع مواطنيها وحقوقهم، وتبقيها حاضرة عربيا.
بالأمس، حيث زار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، دمشق، والتقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، لم تكن زيارة عادية، فهي مختلفة دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا، وحتى شعبيا، زيارة تحمل موقفا أردنيا واضحا، بتوازن واضح ومعلن الأردن مع خيارات الشعب السوري الشقيق، يقابله موقف واضح بدعم الجهود السورية التي من شأنها بناء دولة حرة مستقلة، فهذا هو الأردن الذي يبقى كتفا لأشقائه سندا ودعما، باحترام لشؤونهم الداخلية.
الزيارة أمس، رسالة وموقف، فالأردن معني بأمن سوريا الشقيقة التي تربطه بالأردن علاقات أخوّة وجوار وحدود طويلة، علاوة على علاقات اقتصادية، وحاجة لوجود تنسيق مشترك واضح بشأن حماية الحدود وكذلك اتفاق واضح لمحاربة الإرهاب حيث اتفق الصفدي والشرع بشكل واضح على أن الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح خطر مشترك سيبحث البلدان آليات التعاون في محاربته، إضافة لبحث ملف يهم الأردن كذلك، المتعلق بالأوضاع في الجنوب السوري الذي يشكل أمنه واستقراره ضرورة تفرضها المصالح الوطنية الأردنية والمصالح الوطنية السورية، إضافة لبحث موضوع اللاجئين السوريين، ففيما ثمن الشرع استضافة الأردن للاجئين السوريين واحتضانه لهم، أكد الصفدي أن الأردن مستمر في تقديم كل ما يستطيع لتوفير الحياة الكريمة لهم إلى حين عودتهم الطوعية الكريمة إلى وطنهم، وفي جانب «إلى حين» عودتهم الطوعية الكريمة لوطنهم مسألة هامة جدا وموقف أردني في استضافة اللاجئين ضيوفا حتى عودتهم.
كما أكملت الزيارة مواقف أردنية متقدّمة حيال سوريا، والتي تمثلت في اجتماعات العقبة قبل أيام، حيث وضع الصفدي الشرع في صورتها ومخرجاتها التي أكدت دعم سوريا في مرحلتها الانتقالية لبناء المستقبل الآمن العادل الذي يستحقه الشعب السوري بعد سنوات من الدمار والقتل والتشريد، فمن العقبة إلى دمشق وصلت رسالة أردنية هامة بموقف مُعلن وواضح، فكل ما هو مهم الآن أردنيا استقرار سوريا وبناء مستقبل آمن وعادل، متخذا بذلك خطوات متعددة، عملية، لتكمل هذه الزيارة هذه الجهود الأردنية الهامة بوصول نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية إلى دمشق أول وزير خارجية عربي يصل دمشق، لتكون زيارة هامة بوقت هام بمضامين هامة.
المرحلة مزدحمة بالأحداث، والمستجدات، والتطورات، لن يبقى بها ثابتا سوى من يجاهر بمواقفه، بوضوح، ومن يعمل للصالح العربي إلى جانب مصالحه بطبيعة الحال، وسوريا الجديدة جزء من مرحلة قادمة، تحمل ضبابية في كثير من تفاصيلها، ما يجعل من الثبات على المواقف المعلنة ضرورة، وهو ما يتمتع به الأردن على كافة الأصعدة، فالسلام هو مفتاح النجاح والايجابية لأي مرحلة مهما حملت من تفاصيل جديدة، وسلامة الأراضي العربية سيقود وكما أكد الصفدي أمس «أمن سوريا واستقرارها أساسي لاستقرار المنطقة وسيادتها» فأمن سوريا وأمن دول المنطقة أساسي لاستقرار المنطقة، وفي ذلك أيضا موقف ورسالة أردنية ذهبية.