جفرا نيوز -
لما جمال العبسه
«الشوف مش مثل السمع» مثل عامي دارج، يمكن ان يصف النهج الجديد الذي اتخذته حكومة الدكتور جعفر حسان من خلال عقد اجتماع مجلس الوزراء مرة كلَّ شهر في المحافظات، ما يعني الوقوف بشكل حقيقي وواضح على احتياجات المحافظات، بل ومشاهدة المشاريع او ملامسة الاحتياجات على ارض الواقع.
هذا النهج الحكومي الذي جاء بناء على التوجيهات الملكية لتكون الحكومة حاضرة في محافظات ومدن وقرى المملكة وزياراتها اسبوعيا، حتى تلمس الحكومة احتياجات ومطالب هذه الاماكن والعمل بشكل جاد على ايجاد حلول سريعة للمشكلات التي يعاني منها الناس في كافة ارجاء المملكة.
اذا ما نظرنا لما يقوم به د.حسان، يصح لنا ان نقول ان الامر جديد للغاية فهذه الزيارات الاسبوعية عدا عن اجتماع مجلس الوزراء شهريا في احدى المدن خارج عن الصندوق بالنسبة للاردن، خاصة وان رئيس الحكومة واعضاءها سيكونون حتما على تماس كبير مع الشارع، فالخروج من بوتقة تقليدية اعتادت عليها الحكومات السابقة بعقد اجتماعاتها في مقر المجلس دون النظر الى ما يدور حولهم من امور في كافة ارجاء المملكة على ارض الواقع، كما ان مثل هذه الاجراءات تجعل فرصة وصول صوت المواطن الى المسؤول كبيرة، عدا عن ان هذا النهج سيضع التزاما كبيرا على كاهل المسؤولين لتنفيذ ما هو مطلوب منهم، خاصة مع التزام د.حسان بالمتابعة الحثيثة سواء للمشاريع او ايجاد حلول للمشكلات التي تواجه الناس.
من جانب اخر، يمكن القول بأن هذه الزيارات تبث الطمأنينة لدى عامة الناس وانهم في قلب اهتمامات الحكومة، وان عمل الطاقم الحكومة تحت مبدأ التكليف وليس التشريف، اي ان لديهم مهام وظيفية يجب ان تنفذ من قبلهم بالشكل الامثل وبالسرعة المطلوبة.
هذا التوجه الإيجابي للغاية هو احد اهم عوامل تحقيق مفهوم التنمية بمعناه الواسع، ذلك ان التركيز على تنفيذ المشاريع الرأسمالية خاصة، ومن ثم التشجيع لاقامة مشاريع استثمارية كبرى لا يقتصر فقط على العاصمة او بعض المدن ذات الميزات الخاصة، وانما هناك مجال واسع لاستغلال كل متر في مساحة المملكة وخلق فرص استثمارية حقيقة فيها بعد ان يتم توفير بنية تحتية سليمة وجاذبة للاستثمار في المجالات المختلفة، اي اننا لم نعد محاصرين بهذا المكان اوذاك ولا تقتصر افكارنا على ما اعتدنا سماعه بل هناك الكثير لنقوم به ولنؤسس من أجله.
دائما ما كان هناك جدل حول من يتحقق قبل الاخر التنمية ام الاقتصاد، لكن من المؤكد ان تحقيق مستويات تنمية جيدة انما هو الطريق الامثل للوصول الى اقتصاد اكثر متنانة ومتنوع سواء على مستوى القطاعات او الاماكن وبالتالي تعزيز توطين الناس في مدنهم وان تحقيق احلامهم ليس محصورا في وصولهم الى العمل في العاصمة، بل ان مجالات العمل متاحة في مختلف المحافظات والمدن.
لابد من القول ان هذه الجهود مباركة وتحتاج للمزيد من المثابرة والعمل الدؤوب حتى نصل الى مراحل اصلاح وتحديث في كافة المجالات.