جفرا نيوز -
إسماعيل الشريف
يا رب، اذكرني وشدّدني هذه المرة فقط، يا الله، لأنتقم نقمة واحدة من الفلسطينيين عن عينيَّ، ولتمت نفسي مع الفلسطينيين – شمشون
توقفتُ كثيراً عند عبارة نتن ياهو حين صرّح قبل أيام: لسنا أوهن من بيت العنكبوت، وإذا سقطت «إسرائيل»، سقط العالم.
الكيان الصهيوني لا يعترف ولا ينفي امتلاكه للسلاح النووي، لكن الجميع يدرك أنه يمتلك هذا السلاح. وتختلف التقديرات حول عدد الرؤوس النووية التي بحوزته، إذ تتراوح بين خمسين وخمسمئة رأس نووي. عدم الإفصاح عن قدراته النووية يترك الدول المنافسة في حيرة عند وضع استراتيجياتها النووية. فعلى سبيل المثال، إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً وحدث المحظور وتعرض الكيان لضربة نووية، فهل ستكون ضربة بصاروخين كافية، خاصة إذا كان الكيان قادراً على الرد بمئات الرؤوس النووية؟
إحدى ركائز السياسة العسكرية للكيان الصهيوني تُعرف بعقيدة «شمشون»، والتي تنص على أنه في حال تعرض «إسرائيل» لخطر وجودي، فإنها ستلجأ إلى استخدام سلاحها النووي.
هذه الاستراتيجية تُحاكي قصة أحد الأبطال الأسطوريين المذكورة في سفر القضاة في التوراة، حيث يُروى أن شمشون، حين وجد نفسه محاصراً من أعدائه، قرر التضحية بنفسه وتدمير أعدائه معه.
ثم تطورت هذه العقيدة إبان الحرب الباردة وقبيل حرب 1967، حيث أُعيدت صياغتها بعد حصول الدول العربية على عدد كبير من الدبابات من الاتحاد السوفييتي. أضيف إليها بند جديد ينص على أنه في حال حدوث أي احتلال للكيان الصهيوني، فإن سلاحه النووي سيُستخدم ضد آليات المحتلين داخل فلسطين المحتلة، مما يؤدي إلى تدميرهم وتدمير الصهاينة معاً، ويجعل فلسطين والمنطقة بأكملها غير قابلة للحياة.
ما قصده نتن ياهو بعبارته «إن سقوط إسرائيل هو سقوط للعالم» يقع ضمن إطار عقيدة شمشون، كما أوضح ذلك المؤرخ العسكري الصهيوني مارتن كريفيلد في مقال نشر في صحيفة الجارديان عام 2003 فكان مما كتبه:
«نحن نمتلك عدة مئات من الرؤوس الحربية النووية والصواريخ، ويمكننا إطلاقها على أهداف في كل الاتجاهات، وربما حتى روما. معظم العواصم الأوروبية هي أهداف لقواتنا الجوية. اسمحوا لي أن أقتبس من الجنرال موشيه ديان: يجب أن تكون» إسرائيل» مثل الكلب المسعور، خطيراً للغاية بحيث لا يكلف المرء نفسه عناء التعامل معه. أعتبر أن الوضع ميؤوس منه في هذه المرحلة، ويجب أن نحاول منع الأمور من الوصول إلى هذا الحد إن أمكننا ذلك. لكن قواتنا المسلحة ليست ضمن الثلاثين الأقوى في العالم فحسب، بل هي الثانية أو الثالثة، ولدينا القدرة على تدمير العالم معنا. وأؤكد لكم أن هذا سيحدث قبل أن تنهار» إسرائيل.»
وهذا ما قصده نتن ياهو بأن أي خطر وجودي على «إسرائيل» سيجعل صواريخها تتوجه ليس فقط إلى دول المنطقة، بل إلى العواصم الأوروبية التي تصلها صواريخها.
الكيان الصهيوني لن يتورع أبداً عن القيام بأي عمل في سبيل مشروعه حتى لو كان ثمن ذلك مشروعه نفسه ، وضرب حلفائه. ألم يقم الصهاينة بقتل أبناء جلدتهم في مواقف عدة، آخرها في طوفان الأقصى؟ ألم يتنكر نتن ياهو للأمم المتحدة حين رد على ماكرون قائلاً إن من أنشأ دولة الاحتلال هي البندقية، وليست الأمم المتحدة؟
ليس الفلسطينيون وحدهم رهائن لهذه الدولة المارقة، بل العالم كله كذلك.
إنه سرطان قد تغلغل في العالم بأسره!