جفرا نيوز -
بشار جرار
«حسن في كل عين من تود». و»الأذن تعشق قبل العين أحيانا». فكيف الحال إن كان ما سمعت ورأيت فيما هو العشق أكبر من أي عثرة أو هنة، هنا أو هناك في أردننا المفدى.
يصفون المحب الموالي بـ «السحيج» وليت من هو على هذا الوزن ولا أسمح لنفسي بوصفه بكلمة مرادفة، ليت عينه ترى ما نراه، ليته يسمع وينصت لمن عرف الوطن وأحسن تعريفه للمنطقة والعالم في حله وترحاله. كل مسافر سفير وكل مهاجر سفير وقنصل وإن كان غير مفوض وليس فوق العادة!!.
الدبلوماسية العامة الميدان الذي أخدم فيه من خلال نافذة الصحافة والإعلام والتواصل، ولكل ميادينه الخاصة وساحاته الأمامية والخلفية، الدبلوماسية العامة تقوم على أربعة أركان حتى تصير «فير آند سكوير» بمعنى كاملة تامة عادلة، ألا وهي: معرفة الجمهور المستهدف. اعتماد اللغة والثقافة -الوسيلة- المناسبة للاشتباك الإيجابي. تعظيم الإيجابيات وتحييد السلبيات من خلال البدء أولا بالقواسم المشتركة أو البديهيات التي لا يختلف عليها اثنان وإن كان أحدهما ألد الخصام وأشد الأعداء.
نصل الآن إلى عنوان هذه المقالة وقد صرنا في ثلثها الثاني، «الفايب» هي تلك الأجواء، المشاعر، المواقف التي تصنع البيئة المناسبة لأي مما سبق. ثمة الإيجابي المؤثر وغير المؤثر، اللحظي العابر والمستدام الراسخ. في المقام ثمة «فايب» سلبي إلى حد السُّميّة، سوداوي إلى حد الظلامية لا بل والظلم عينه. يظلم أحدهم ليس بلاده وحدها بل ممثليه في البرلمان وحزبه وجماعته وعشيرته وأسرته وحتى نفسه. وذلك حرام بحرام. لذلك كان الحض في الأديان كلها على الاستبشار خيرا والعمل حثيثا لتحقيق ذلك الخير وإن كان على يدي الآخرين. لا نرجسية ولا أنانية في المحبة والخيرة والخدمة. تلك مسألة يعرفها الصادقون كما يعرفون أنفسهم.
بعضهم ينصّبون من أنفسهم قضاة على الأحياء والأموات. بعضهم دلت فعائلهم على ما هو يقطر قطرانا، لسان حاله «أبغضك في الله»!! الله أكبر.. كبر مقتا عند الله أن لا نراه سبحانه في علاه سوى المحبة عينها. «الفايب» الصحيح السوي هو «أحبك في الله» لأن الله كان وللأزل وما بعده إلى اللا متناهي، لا حد لمحبته للناس كافة والمخلوقات كافة. تعلمت يوما ما قبل زهاء نصف قرن في أم الجامعات الأردنية من الفيلسوف المعلم الكبير الأستاذ الدكتور سحبان خليفات طيب الله ثراه وكتب مقامه في عليين»، أن الله جلا وعلا خلق الخلق «ليعرفني». بمعنى تجلي المحبة الإلهية على مخلوقاته والأشياء كلها فلا نعرفها ولا نعرفه إلا بالمعرفة الإيجابية بالمحبة المطلقة غير المشروطة، التي لا ترتبط بالمصلحة!.
حبذا لو تفكر من يضربون الأخماس بالأسداس من ضاربي أنفاس السجائر بأنواعها بما فيها الأرجيلة و»الفيب»، حبذا لو تفكّروا باسم الأردن، ما معناه، من تسمى به ماء النهر أم تراب الطهر؟ هذه المعمودية لدى إخوتنا أحبتنا المسيحيين التي بدأت بنهر «الشريعة» بالأردن ومنها إلى سائر أرجاء المعمورة، قائمة على الروح، وتلك أبقى من مشاعر ومصالح تميل لدى البعض مع الريح.
ليت البعض يرى الأردن كما نراه، لغض البصر عن أشياء هنا وهناك، وأجال وأطال النظر فيما هو أبقى، فيما يمكث في الأرض وينفع الناس، الأردنيين والناس أجمعين.