جفرا نيوز -
محمود خطاطبة
makhatatbh@gmail.com
إن تأكيد رئيس الوزراء، جعفر حسان، وأعضاء حُكومته، مواصلة زياراتهم الميدانية وجولاتهم الأسبوعية إلى مُحافظات المملكة، وكذلك انعقادمجلس الوزراء شهريًا في المُحافظات، أمر في غاية الأهمية، كونه يُتيح للمسؤولين الوقوف على أهم المُشكلات والتحديات التي تواجه المواطن،لكن هذا الأمر يحتاج إلى "تجويد" وعلى أكثر من صعيد.
لا أحد يُنكر أن الزيارات الميدانية إلى المناطق الأقل تنمية في كُل مُحافظات المملكة، مُهمة وضرورية، كونها تُسهم بطريقة أو أُخرى بخلقمشاريع تنموية، أو دعمها في حال كانت بالأصل موجودة، أو على الأقل التعرف على المُعيقات الحقيقية في تلك المناطق.
كلام رائع صدر من الرئيس حسان، خلال ترؤسه اجتماعًا لمجلس الوزراء عقد مؤخرا في مُحافظة الكرك، مفاده أن الجولات الميدانية، "ليسأمرًا استثنائيًا، بل واجب طبيعي لكُل مسؤول".. لكن تطبيقه يجب أن يكون أيضًا رائعًا، ويلمس المواطن ثمار ذلك على أرض الواقع، حتى لوكان يقطن في أقصى نقطة في أطراف الأردن.
"تغيير طريقة عمل الحُكومة لجهة الميدانية"، على حد وصف وزير الاتصال الحُكومي، محمد المومني، لا يُحقق أي نتائج إيجابية أو ملموسةفي حال بقيت الأمور على ما هي عليه، فليس مُهمًا أبدًا أن يتم عقد جلسة مجلس الوزراء في قلب العاصمة، أو في أي منطقة نائية، فيحال لم تأتي بثمار يقطفها المواطن وتعود بالنفع عليه وأسرته، وبالتالي على منطقته.
نقطة ثانية، يُستحب التأشير عليها أو التنبيه إليها، والتي تتمثل بأن لا تكون الجولات أو الجلسات التي تُعقد في المُحافظات عبارة عن"روتين"، كأن يستعرض الوزراء في كُل جلسة، مشاريع وزارتهم، الحالية والمُستقبلية، وتكلفتها وما شابه ذلك، فمثل ذلك يكفيه بيان تُصدرهالوزارة المعنية، ثم تقوم بتوزيعه على وسائل الصحافة والإعلام المُختلفة.
وهذا ما جادت به قريحة عدد من الوزراء، في اجتماع مجلس الوزراء ذلك، عندما سردوا عرضًا للمشروعات المنوي تنفيذها في المُحافظة،
كإنشاء مراكز صحية ومبنى عيادات لمُستشفى الكرك الحكومي، ومركز إسعاف وطوارئ شمال الكرك، وإنشاء وصيانة أبنية مدرسية،وتحسين التزويد المائي وشبكات الصرف الصحي، وإنشاء وصيانة طرق، ومشاريع زراعية ووزيادة المساحات الخضراء.
فعلى سبيل المثال، إنشاء أو صيانة أبنية مدرسية لا يحتاج إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، في مُحافظة ما، كي يتم الإعلان عنه، ولا يحتاجأصلًا حتى إلى الوزير المعني نفسه، فيكفي مدير التربية في تلك المنطقة أن يُعلن عنه، وما ينطبق على مشاريع "التربية"، ينطبق أيضًا علىمشاريع وزارات: الصحة والمياه والزراعة والشباب والسياحة الآثار، فالمُدراء هُناك قادرين على تنفيذ ذلك والإعلان عنه.
نقطة ثالثة، نأمل ن تكون الجولات الميدانية لرئيس وأعضاء الفريق الحُكومي أو عقد جلسات مجلس الوزراء في المُحافظات، سمتها الأساسية"الاستمرار" أو "الديمومة"، وأن لا تكون "جُمعة مُشمشية"، أو تكون فزعة في ظرف ما، أو لفترة مُعنية، بُغية تحقيق أهداف ما، كأن تحصلالحُكومة، مثلًا، على ثقة مجلس النواب، والذي سيعقد أولى جلساته في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني المُقبل.
ومن باب الموضوعية والأمانة المهنية، فإن تصريح الرئيس حسان بأن الظروف الإقليمية الصعبة "لا ينبغي أن تكون سببًا للتراجع في الأداءالعام"، يدل على أن الحُكومة ماضية في خططها الداخلية، والسياسات الاقتصادية والاجتماعية، كما رسمها كتاب التكليف السامي،ولن يعيقها في ذلك الأوضاع الإقليمية الصعبة، وإن كان لها تأثير ليس بقليل.