النسخة الكاملة

القريب

الأربعاء-2024-10-23 10:18 am
جفرا نيوز -
لارا علي العتوم

أرض الواقع في غزة تعكس الكثير من الألم، ألماً لم تعهده أمتنا من حيث الجهود لايقافه فلم يدخر أي قائد عربي جهداً إلا ويقوم به دون كلل أو ملل، فلم يقف أمام سيد البلاد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اي حاجز إلا وتخطاه لايقاف الحرب على غزة ودرء منطقتنا نار الاشتعال ولا شك أن ارض الواقع في غزة أعطت العديد من الحقائق للعالم التي لم تدخر اسرائيل جهداً إلا لدفنه وتغييره وتقليبه حسب ما يخدم مصالحها حتى أن جيشها بات كالذي يرشح نفسه للمشاركة في جوائز أفضل الافلام العالمية فالجنود الاسرائيليون يصورون أدوارهم في قتل أهل غزة وهدم المزيد من المنازل والمستشفيات للمرة الثانية منتجين فلماً مدته ثلاث دقائق يصورون فيها قتالهم او اشتباكهم الذي استمر ستة ساعات حسب تصريح اعلامهم متباهين بمعنى انهم انتهوا من الاشتباك وأعادوا تصوير انفسهم يتشابكون، شيء مضحك مبكي.

لم نعهد جنديا في معركة لديه شغف التصوير كالجنود الإسرائيليين فإما يصورون انفسهم وهم يرقصون في المنازل المهدمة او الجثث للشهداء او فيلمهم الاخير كالذي يتحضر للمشاركة في الاوسكار، مما يشير على الروح الكاذبة التي ينتمون اليها أو حب الدم حيث اثبتوا على مدار عام انهم لا يستطيعون العيش بعيداً عنه.

دولة اسرائيل فعلا دولة استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى فهى فعلا ليست كأي دولة فالدول تقوم على المؤسسية إلا أن نيتنياهو اثبت ان هناك دولة تقوم على المزاج الفردي وهى اسرائيل فاسرائيل بقتلاها وأسراها لا يراهم نيتنياهو لانه يقود اسرائيل في حرب او مذبحة تناسب حجم تهربه من المساءلة بعد ان اثبت للعالم وللأسف بتأييد العالم ان اسرائيل تُقاد حسب مصلحته فقلب مفهوم الجيش بحيث وظفه لاداة قتل ونهب وهدم وجرده من كل ما هو اخلاقي.

حرب نيتنياهو او هروب نيتنياهو لن تتوقف الا اذا كانت الضمانات بعدم مساءلته وما تحرير الاسرى إلا عذراَ يتخذه كالتنويم المغناطيسي لأهلهم.

ارض واقع غزة أثبتت ان العرب جسد واحد مهما ابتعدت المسافات او قربت وأن هويتنا ستبقى وبنفس الوقت أبكت وأضحكت، أضحكت بما أصبح عليه مفهوم الجيش في حكومة نيتنياهو وأبكت أن الثمن هو استشهاد اهل غزة ونزوحهم وهدم منازلهم بحجج أصبحت واهية ولا تصلح الا لاخراج فيلم يشارك به نيتنياهو في الاوسكار ولكن هل يتناسب الفيلم مع معايير لجنة التحكيم في الاوسكار وهل ابطاله يصلحون ليطلوا على العالم، عالماً ينادي بالسلام فخرج عليهم نيتنياهو بحرب كأنه يقول إما عدم المساءلة او الحرب فهل سيحصد جمهوراً لفلمه كما يحصد مؤيدين لقتله الابرياء!!

حمى الله أمتنا

حمى الله الأردن

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير