جفرا نيوز -
كتب| محمد داودية
حضرنا فيلمًا سينمائيًا وثائقيًا بعنوان "سيدي نجيب" عن سيرة الشهيد البطل نجيب السعد البطاينة من اخراج ناجي سلامة وسيناريو وحوار عايدة الأميركاني باشراف وصفي الطويل البطاينة.
الفيلم إنجاز قومي وطني كبير، لأنه قدم الشخصية الوطنية الأردنية، شخصية ملتحمة مع قضايا أمتنا العربية العظيمة، أعمق ما يكون الالتحام.
فالبطل نجيب البطاينة- نجيب الحوراني، هو الضابط البطل نجيب بن سعد العلي البطاينة، المولود في إربد عام 1882، الذي قاتل الغزاة الطليان على ثرى القطر العربي الليبي، في معارك محروقة والشلظمية ومسوس، واستشهد عام 1913 دفاعاً عن حرية الأمة واستقلالها.
هذا بطل ونموذج وفارس، من أبطال الأردن، نفخر بتضحياته ونعتز باستشهاده، ونعليه بيرقًا خفاقًا افوق رؤوسنا، أَنْ هلموا يا بني وطني إلى الإنصاف، فهؤلاء هم أبناؤكم، أبناء الأردن العربي، الذين جادوا ويجودون بأرواحهم، في كل بطاح الأمة وهضابها، من ليبيا إلى الهضبة السورية إلى بطاح فلسطين وهضابها.
والشهيد البطل الملازم الثاني، خريج الكلية العسكرية في الأستانة بتركيا عام 1905، قاتل مع الجيش التركي في عدة معارك في عدة أقطار، إلى أن التحق بثوار ليبيا في هضاب برقة، المقاتلين من أجل الحرية.
برزت الميول القومية للشهيد البطل، نجل الوطني سعد العلي البطاينة، شيخ مشايخ بني جهمة، حين انتسب عام 1909 إلى الجمعية القحطانية السرية، ذات الأهداف القومية، التي يفصح إسمها عن نزعة تحررية مضادة للقومية الاستبدادية الطورانية، التي أعدم أحمد جمال باشا، معظم أعضائها.
أهلنا في المغرب العربي، يسموننا المشارقة والشوام والحوارنة. ومن هنا عُرِف الشهيد نجيب، باسم نجيب الحوراني، الذي تزدان باسمه عدة شوارع في ليبيا، تكريما للشهيد الذي تميز بشجاعة، استحق بموجبها الحزن المفرط عليه غداة استشهاده.
يقول الدكتور عارف البطاينة: «عندما كنت وزيرًا للصحة زرت ليبيا واستُقبِلت بحفاوةٍ كبيرة. وأمر الرئيس معمر القذافي بنقلي في طائرة خاصة لزيارة ضريح أخي الشهيد نجيب السعد البطاينة، وذلك تكريمًا لذكراه الطيبة.
استحق المجاهد الشهيد نجيب بن سعد العلي البطاينة، لقب أول شهيد عربي على التراب الليبي.
وإذا كنا قد شاركنا أبناء ليبيا الحبيبة كفاحهم من أجل الحرية والاستقلال، فقد شاركَنا كفاحنا في فلسطين وبلاد الشام عامة، إخوتنا الليبيون والمغاربة والجزائريون والتوانسة والموريتانيون، وقدموا الشهداء في صدامنا مع المحتلين الفرنسيين والبريطانيين والصهاينة.
هذا بطل من طين الأردن العظيم المنذور لأمته، في كل الازمان.
ابحثوا عن عذا الفيلم الجميل، وترحموا على الشهيد وعلى شهدائنا العظام، يرحمكم الله.