جفرا نيوز -
اختتمت أمس السبت فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمعرض عمان الدولي للكتاب 2024، الذي نظمه اتحاد الناشرين الأردنيين، تحت الرعاية الملكية السامية، بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، بمشاركة 400 دار نشر، وعدد زوار وصل إلى 600 ألف زائر.
وأقيمت هذه الدورة بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وحملت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، تأكيدًا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتعبيرًا عن الارتباط التاريخي والوجداني بفلسطين.
ورفع وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إلى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني أسمى آيات التقدير لرعايته السامية للمعرض ودعمه غير المحدود للثقافة والفنون.
وأشاد بجهود العلامة الدكتور يوسف بكار الذي اختير شخصية المعرض لهذا العام، نظرًا لدوره الكبير في إغناء المكتبة العربية بالمؤلفات النقدية والتحقيقات التراثية والترجمات، ولدوره الأكاديمي طيلة مسيرة ناجحة في هذا المجال.
كما عبّر عن تقديره لضيف شرف المعرض لهذا العام، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التي أثرت بمشاركتها مفردات المعرض بمنتجها المعرفي وتراثها العريق.
وأكّد الشراكة الناجحة بين وزارة الثقافة واتحاد الناشرين الأردنيين، والتي مثلت نموذجًا فاعلًا في التشبيك بين المؤسسات الرسمية والهيئات الثقافية، وكذلك اللجنة الثقافية للمعرض، وجميع الكتاب والأدباء الذين شاركوا في توقيع مؤلفاتهم، ودور النشر العربية والأجنبية، وأمانة عمان الكبرى، ومؤسسة عبدالحميد شومان، مثمنًا جهود وزارة الداخلية، والجمارك الأردنية، وهيئة الإعلام، ومختلف المؤسسات الوطنية وما قدمته من تسهيلات للمشاركين العرب، كما أعرب عن شكره لوسائل الإعلام المحلية والعربية لمتابعتها نشاطات المعرض.
وقال الرواشدة إن صناعة الكتاب، تعدّ من أهم الصناعات الثقافية الإبداعية التي تبني العقل وتغذي الروح وترفد عجلة الإنتاج الوطني، وتسمو بالوعي المجتمعي، لافتًا إلى اهتمام وزارة الثقافة بصناعة النشر والكتاب، والتي تمثل أولوية وطنية من خلال عدد من برامج الإصدارات والنشر ودعم النشر لتعميم المعرفة المجتمعية، ومنها: برنامج مكتبة الأسرة، ومهرجان القراءة، وبرنامج دعم النشر، والمكتبة المتجولة، وإصدار المجلات، وسلسلة الإصدارات في الآداب والفنون والفكر والفلسفة والمعارف العامة، وتنظيم مسابقات القراءة والمشاركة في معارض الكتب بالتعاون مع عدد من المؤسسات، وتغذية مكتبات البلديات والمدارس في سائر المحافظات بإصدارات الوزارة لجميع الفئات من الأطفال والفتيان والكبار.
وأشاد الرواشدة بالتنظيم المميز لهذا المعرض الذي اجتمع فيه الأشقاء والأصدقاء من عشرات الدول العربية والأجنبية بمئات دور النشر وآلاف العناوين، مؤكدًا ثراء العناوين وتنوع محتواها المعرفي، والتي تناولت عددًا من القضايا الراهنة، وقضايا الذكاء الاصطناعي والرقمنة، وكذلك البرنامج الثقافي الذي عاين جملة من القضايا والمفردات الفكرية التي تتصل بالنشر، والتيارات الفكرية والرواية، وما أقيم من ندوات ومحاضرات وقراءات أدبيّة عبّرت عن التلاحم الأردني الفلسطيني، والوصاية الهاشمية التاريخيّة على المقدسات، ودور الأردن المتواصل في دعم وإسناد قطاع غزّة.
بدوره، أعرب رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس، عن شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني على رعايته السامية للمعرض هذا العام والأعوام الماضية، ودعمه لقطاع الثقافة عبر كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة، الأمر الذي يسهم في المزيد من التطور لصناعة الكتاب في الأردن والذي أصبح مُعتمَدًا في الكثير من المؤسسات الأكاديمية خارج المملكة.
وقال أبو فارس في بيان صحفي عقب انتهاء فعاليات المعرض، "إن عدد زوار المعرض لهذا العام وصل إلى 600 ألف زائر من كافة فئات المجتمع"، معربًا عن شكره لكافة الجهات والمؤسسات التي ساهمت في نجاح هذه الدورة.
وأضاف أن معرض عمان الدولي للكتاب أصبح منصة هامة لتبادل الأفكار والمعارف وتعزيز الحوار الثقافي على مستوى العالم العربي، مؤكدًا ضرورة دعم صناعة النشر والتوزيع في الأردن، ودعم جهود الناشر الأردني الذي أسهم في نشر الثقافة الأردنية عبر المعارض العربية، عبر تفاعله الدائم مع الناشرين العرب، والارتقاء بهذه الصناعة التي تعتمد عليها الكثير من القطاعات من المؤلف حتى القارىء.
وأشاد أبو فارس بالشراكة المميزة مع مؤسسة عبدالحميد شومان التي تولت الإشراف على برنامج الطفل بالكامل، وقدمت الكثير من الفعاليات النوعية التي شهدت إقبالا كبيرا من قبل العائلات الأردنية، مشيرًا إلى انفتاح اتحاد الناشرين الأردنيين وإدارة المعرض على كافة المؤسسات الوطنية من أجل الارتقاء بهذا الفعل الثقافي كلّ عام.
واحتفى المعرض هذا العام، بالجزائر الشقيقة ضيف الشرف الدورة الثالثة والعشرين، بحضور وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتورة صورية مولوجي على رأس وفد رسمي، وضم الجناح الخاص بضيف الشرف الذي جاء تصميمه كطراز معماري مميز، الكثير من الإصدارات والعناوين، إضافة إلى برنامج ثقافي يعكس الثقافة الجزائرية، بمشاركة عدد من الكتاب والمثقفين الجزائريين.
واختارت اللجنة الثقافية للمعرض هذا العام الناقد والباحث الأستاذ الدكتور يوسف بكار شخصية ثقافية للمعرض، حيث أقيمت له ندوة ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، ألقت الضوء على مسيرته الأكاديمية الحافلة في مجال التأليف والنقد، والتي وصلت إلى أكثر من 80 كتابا.
وقررت الهيئة الإدارية لاتحاد الناشرين الأردنيين هذا العام تقديم خصم 50 بالمئة من أجرة الأجنحة للناشرين الذين قدموا من فلسطين، ولبنان، نظير مقاومتهم لكل الإجراءات التي كانت تحول دون مشاركتهم في المعرض.
وشهد المعرض هذا العام مشاركة عربية من عدد من الوزارات والمؤسسات، من بينها: وزارة الثقافة القطرية، ووزارة الإعلام الكويتية، ووزارة الثقافة الفلسطينية، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان، وهيئة الشارقة للكتاب، ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، والهيئة العامة المصرية للكتاب.
كما تم ولأول مرة هذا العام، تخصيص جناح لعدد من المؤسسات الوطنية، من بينها القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، ومؤسسة ولي العهد، ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.
وخلال المعرض، أقيمت عشرات حفلات التوقيع لعدد من الكتاب الأردنيين والعرب من بينهم: أسامة المسلم من السعودية، وسعود السنعوسي وبثينة العيسى من الكويت، وأيمن العتوم وكفاح أبو هنود من الأردن، وحسام أبو النصر والأسيرة المحررة إسراء الجعابيص من فلسطين.