جفرا نيوز -
د. عبدالحكيم القرالة
غير مفهوم ولا مقبول ما قامت به جماعة الاخوان المسلمين حينما اعلنت ان من قام بعملية التسلل من الحدود الاردنية باتجاه فلسطين المحتلة هم من ابناء الجماعة ويتبعون تنظيمياً لها، وصادم فحوى الرسالة وما المراد من هكذا ربط ليس في مكانه ولا زمانه.
"الاخوان المسلمين» عادوا مرة أخرى وتنصلوا من التصريحات السابقة وارتباط المواطنين بها ولم يكن ذلك أيضاً مفهوماً، ومستغرباً بذات الوقت هل هو تخبط او رعونة ام لهث وراء الشعبويات والحقيقة ان كل ذلك بقي محل استهجان ورفض مطلق من الاردنيين.
"الاخوان المسلمين» تيار سياسي أردني كباقي التيارات السياسية الموجودة في الاردن وله تاريخ سياسي طويل ضمن الاطر الديمقراطية والدستورية، لذلك فمن المستغرب اقتراف مثل هذه السقطة التي لا يعرف مآربها غير توريط الاردن في الصراع بقصد او عن غير قصد.
لا يختلف اثنان على أن السلوك العبثي الذي قام به حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، بغض النظر عن المبرر، إن كان قفزا الى المجهول او ربما متاجرة وبحث عن الشعبويات، هو مرفوض بالمطلق، كون أمن الوطن واستقراره خطاً احمر لا يمكن تجاوزه تحت اي ظرف ومن اي طرف كائناً من كان.
الاردن دولة راسخة وقوية وتملك سيادتها الكاملة والشاملة والمطلقة التي لا تتجزأ داخليا وخارجيا وقوة القانون وسلطته على كامل اراضيه ومواطنيه ولن يكون لا قدر الله دولة يسودها الانفلات او الفوضى وان يكون هنالك كيانات فوق الدولة او على ارضها، فهذا غير مقبول بتاتاً.
وفي هذا فان موقف الاردن، قيادة وشعباً ومؤسسات، من قضيته المركزية فلسطين ثابت وراسخ يتميز بالقوة والتقدم والانجاز فكان الاصدق قولا والاخلص عملا وعلى كافة الصعد ومثّل رأس الحربة في معركة الحق الفلسطيني وهذا لا خلاف عليه وبشهادة القاصي والداني ولا يقبل بالمطلق المزايدة او التشكيك باي حال من الاحوال.
الاردن على عهده ووعده بالافعال لا الاقوال بالوقوف سندا وعضدا للاشقاء الفلسطينيين بكل ما اوتي من عزم وقوة وبذل الغالي والنفيس في الدفاع عن فلسطين، والتاريخ خير شاهد على ذلك وكلما تعلق الامر بفلسطين يتقدم الاردن الصفوف دون تلكؤ او تردد وذلك امر لا يقبل التشكيك.
من هنا فان انتهاج بعض التيارات السياسية المتاجرة باسم فلسطين ودماء الفلسطينيين امر مفضوح ومقيت لا يمكن السكوت عليه ويخالف قيمنا الاصيلة فلا عزاء ولا ثناء لمن يسعى لتحقيق مآربه النفعية والمصلحية على حساب فلسطين وقضيتها العادلة عبر اللعب على عواطف المواطنين واستغلال ذلك.
المطلوب اليوم ألا نسمح لحملات التشكيك والتشويه القائمة على الزيف وقلب الحقائق ان تتسلل إلينا وألا ننجر وراء حملات غير محسوبة تتسم بالرعونة بحثا عن الشعبويات وانتهاج المتاجرة بالقضايا المركزية وعلى رأسها فلسطين فالضرورة تقتضي الحذر والتحوط والتنبه من هكذا حملات وسلوكيات تشكل خطرا على الامن الوطني الاردني.
ختاماً؛ الاردن لا يقبل إلا بفلسطين مستقلة وموقفه تجاه الاشقاء واضح ومعلن على رؤوس الاشهاد، ويسخر ادواته وامكانياته لحمل مصالح فلسطين في كل المحافل وهذا لا يحتاج شهادة من احد وكل تشكيك او تشويه مرفوض جملة وتفصيلا، وبالتوازي فان اي محاولات توريط او جر الاردن الى مربع العنف وتعريض أمنه وأمن مواطنيه للخطر بقصد أو غير قصد مرفوضة ولا يمكن السماح بها من اي طرف وتحت أي ظرف..